يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن سر تجدد الحياة، وتطور الحضارة، وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار. منوهاً بأن الحضارة الإنسانية ارتقت من مراحلها البدائية إلى مراحل النهضة، التي نعيشها اليوم، من خلال الابتكار والتسخير الأمثل للموارد والعقول، وأن الحكومات ولضمان استمراريتها في أداء مهامها ومواجهة تحديات العصر الراهن ومتطلبات المستقبل تحتاج إلى عقول وكفاءات شابة متسلحة بالعلم، تواكب التطورات التكنولوجية، وتتميز بالتجدد والإبداع. لأن العالم الذي نعيش فيه اليوم أصبحت فيه حركة العقول والمواهب والمعلومات مفتوحة، كما لم يحدث في تاريخ البشرية من قبل، وقد أصبحت مدن العالم المختلفة تتنافس لتوفير البيئة الأذكى، والأكثر إبداعاً لاستقطاب هذه المواهب، والاستفادة منها لبناء قوتها وتميزها وزيادة تنافسيتها. من تلك الرؤية الثاقبة انطلق مفهوم «استئناف الحضارة» كونه هدفاً أساسياً للتجمع العالمي في قمة الحكومات في دبي، إيماناً من «قائد القمة» بمستقبل المنطقة العربية؛ كونها«أم الحضارات الإنسانية ومهدها»، وبالأمل والتفاؤل والتعاون لا مستحيل أمام أصرارنا وتعاوننا لاستئناف حضارتنا، فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي، فهو قادر من جديد على استئنافها. لقد هيمنت على مناقشات ومداولات القمة في يومها الأول والثاني مفاهيم وقضايا السعادة. الابتكار. ودور تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية، كونها ضرورة ومطلباً أساسياً في استدامة الأوطان واستقرارها، وهو ما أكده الفريق سمو الشيخ، سيف بن زايد وزير الداخلية في كلمته، التي ألقاها في القمة. إن المفاهيم العامة للحكم الرشيد هي من تقوم على تحقيق راحة، وإسعاد الشعوب، واستنهاض هممها للبناء والتقدم والتميز، واهتمام قيادتنا بأن يكون شعب الإمارات أسعد شعوب العالم على الإطلاق، أمر فرض نفسه على أرض الواقع، كما يراه الكثير من أبناء الوطن بما عبروا عنه للإعلام، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد أن حصلت دولة الإمارات على المركز الأول في مؤشر السعادة من قبل الأمم المتحدة. لقد استنهض سموه عبر القمة الحكومية همم حكومات العالم، لإسعاد شعوبها واستئناف حضارتها ومجدها، لأن القمة أظهرت للعالم أجمع نموذج وتميز حكومة الإمارات في الحداثة والتطور، وأيضاً عمق الروابط التي تجمع القيادة بالشعب في لحمة متماسكة، ماضية بإصرار وعزيمة لا تخاذل فيها بأن تكون نموذجاً ومثالاً يضرب به المثل في الطموح والمثابرة نحو البناء والعزة، والرفعة للنهوض بدولتها. إن ما تضمنه خطاب وكلمات وتوصيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مما لا شك فيه، كان له صدى بالغ القوة والتأثير في دولة الإمارات وكل بلدان العالم المشاركة بوفودها أو مداخلاتها التواصلية الاجتماعية، الذي ركز فيه على أن الإنسان هو الثروة الحقيقية، التي تصنع مستقبل الأمم! وإن «الابتكار والإبداع» في الحكومات هو سر بقائها وتجددها، وهو سر نهضة الشعوب وتقدم الدول». ولعلي أقر بالحقيقة عندما أقول إن القمة ستكون خريطة طريق ستسير على هداها دول العالم، أما على الصعيد الداخلي فإن انعكاسات نتائج القمة ستطرح نفسها بقوة في مستقبل الأيام، ولعلها ستضع صناع القرار من القياديين أمام تحدّ كبير، لإثبات جدارتهم واستحقاقهم لمواقعهم، لأن الدلائل تشير إلى أن البقاء في مواقع الريادة سيكون محكوماً بشروط ومعايير النماذج الحكومية الأفضل. لا بد أن يستفيق من ليست لديه قدرة على مجاراة أطروحات هذه القمة الناجحة بكل المقاييس، والتي تعتبر الصيغة المعدلة والقيمة المضافة لاستراتيجية حكومة الإمارات في ثوبها الجديد، والداعية في عصر التنافسية إلى بلوغ أقصى غايات الريادة والتميز في الأداء الحكومي. في تقديري أن القمة الحكومية للحكومات تعتبر من أهم أحداث عام 2017، وأن تأثيرها بلا منازع سيتسع ليشمل كل أعمال وإنجازات الدولة. «لقد تحولت القمة العالمية للحكومات كونها جزءاً أصيلاً من عملها إلى منصة عالمية للابتكار تحتضن المواهب وتستعرض النتائج، وتلهم حكومات العالم لتسخير العلوم والتقنيات الحديثة، لما فيه خير الإنسانية جمعاء»، وهو ما أكده قائد القمة وملهمها.