×
محافظة المنطقة الشرقية

نواف بن فيصل : شرحنا الاستراتيجية السعودية حتى 2020

صورة الخبر

زيارة أوباما للرياض التي جاءت بعد جولة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لعدد من الدول ذات الثقل الاستراتيجي؛ بهدف تطوير تحالفاتنا المعرفية والسياسية، خاصة مع اليابان والصين، تُلقي بالضوء على أن السعودية في الميزان الأميركي ليست كأي دولة عابرة على جغرافية البيت الأبيض، فإن لها وزنها السياسي الإقليمي الثقيل في منطقة الشرق الأوسط، الذي يعيش في غليان منذ اندلاع شرارة ما أسميه بـالخديج العربي، ولن يُجادل أحد في أن برميلا واحدا من البترول الذي تصدره السعودية، له بالغ الأثر في كل عروق العالم اقتصاديا، ارتفاعا وهبوطا، لكن السعودية ليست فقط بئر نفط، إنها قلب العالم الإسلامي، باحتضان أراضيها للحرمين الشريفين، ولها تأثيرها في قلوب مئات الملايين من المسلمين، وأميركا تعرف ذلك جيدا، كما أن السعودية أيضا ذات تأثير ثقافي وأدبي وإعلامي قوي في الثقافة العربية، يثبت ذلك اهتمام دور النشر الأميركية على ترجمة الأعمال السعودية، بجانب اعتبار معرض الرياض الدولي للكتاب أهم معرض في العالم العربي بشهادة الناشرين العرب، لأنه الأكثر مبيعا بجانب تصديره المؤلف السعودي، الذي بات له ثقله في ميزان الجوائز الكبرى في العالم العربي، فالمثقف السعودي اليوم أكثر تأثيرا في خارطة الثقافة العربية والإعلامية. ودون شك، الزيارة محاولة لبث الطمأنينة ونفض الغبار عن العلاقات التي توترت مؤخرا؛ بسبب سلبية السياسة الأوبامية مع ملف إيران النووي والملف السوري ودعم الإخوان المسلمين في دول الغليان العربي، لكن هذه الملفات من الأساس محسومة لدى السعودية، ولا تحتاج فيها إلى تطمينات بل إلى خارطة عمل أميركي تحسمها بدلا من جعلها معلقة بين السماء والأرض، فتزداد مساحة الترهل السياسي فيها، ربما لأهداف أميركية غير مُعلنة، تبحث عن مشروع خارطة شرق أوسط جديد كما كان مُخططا له، مستخدمة ورقة الإخوان المسلمين لتنفيذه، فالسياسة ليس فيها أصدقاء بل مصالح، وأميركا بهذه الزيارة أدركت أن السعودية لا يُمكن أن تكون ضمن مخططات غير معلنة، ويكمن السر في التفاف الشعب السعودي حول قيادته، وبهذا استطاعت السعودية أن تكون الأكثر أمنا واستقرارا وسط اشتعال نيران الخديج العربي. إن الاستقرار السياسي وحده هو من يكفل الأمن الذي يؤدي إلى التنمية المستدامة والتطور الاقتصادي والمعرفي والإنساني، وحكمة والدنا الحبيب أبي متعب ـ شفاه الله وحفظه ـ كفلت ذلك بما أصدرته هيئة البيعة مؤخرا بمبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد ـ وفقه الله ـ هكذا كانت الرسالة واضحة وضوح الشمس للعالم أجمع بمن فيهم الذين يتربصون بأمن واستقرار هذا الوطن العظيم، وقد استبق القرار زيارة أوباما للرياض بساعات؛ تأكيدا على أن البيت السعودي أكثر قدرة وحكمة ودراية بشأنه الداخلي، كما هو الأكثر خبرة ودراية في ترتيب علاقاته الخارجية الاستراتيجية، والسبب بسيط جدا، هو أن مصلحة الشعب السعودي وأمنه واستقراره الهدف الأسمى لدى قيادة هذه البلاد، واستقبال حبيب السعوديين أبي متعب لأوباما رغم إجهاد المرض لمناقشة قضايا الأمة وهموم الإنسان العربي خير دليل ورسالة لأميركا والعالم، أن التفاف السعوديين وتضامنهم مع قيادته وحبّه لأبي متعب ـ حفظه الله ـ لم يأتِ من فراغ أبدا. الوطن