×
محافظة مكة المكرمة

ضبط شخص انتحل شخصية رجل أمن

صورة الخبر

«فاقد البصر والبصيرة»... مثل عندما يكتمل في الواقع لدى شخص ما، تكون له نتائج غيرحميدة، فضلاً عن خطورة انعكاساته في الواقع الاجتماعي. وهذا ما ينطبق على أحداث مسرحية «في انتظار» التي قدمها طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية في ختام عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي على مسرح حمد الرجيب بالمعهد مساء أول من أمس. هذه المسرحية التي كتبها البحريني جمال الصقر وأعدها وأخرجها وشارك في بطولتها عبدالله الدرزي بمشاركة آلاء الهندي ونور الغندور وفهد الخياط، تدور أحداثها حول شاب فاقد للبصر تركته زوجته بسبب خيانتها له مع صديقه، ومن هنا يضع كل اللوم والمشاكل على والدته... هذه السيدة التي يتخطى عمرها الستين عاماً كونها هي من تمتلك البصر. فيحاول أن يعتدي بالضرب أكثر من مرة على هذه المسنة التي حملته في أحشائها تسعة أشهر وسهرت على تربيته، في وقت ظل ينتظر عودة زوجته إليه، والتي ما إن عادت حتى انقلبت عليه ويكون بذلك فقد الأم والحبيبة. العرض في مجمله يحمل إسقاطات على الواقع الاجتماعي، لاسيما لدى العديد من الشباب الذين يجحدون ويلومون الأهل على مشاكلهم، في حين لا يسألون أنفسهم عن تصرفاتهم. ولكن أجمل ما في هذه المسرحية، هو التكثيف الدرامي والانضباط في الحركة وأداء الممثلين مع السينوغرافيا والموسيقى. فبالرغم من حماسة الممثل البطل في أداء دوره وانفعاله الدرامي، إلا أنه نجح في إيصال رسالته بشكل كبير، وإن كان من الواضح أنه غاص بعمق شديد في أحداث الشخصية التي يجسدها. كما أن الفنانة آلاء الهندي التي جسدت دور الأم، كانت أكثر من رائعة، حيث تعاملت مع الشخصية بشكل محترف واستطاعت أن تنتقل بها بين الأحداث في وعي متزامن وترتيب لكل مفردات النص المسرحي بطريقة حافظت فيها على مقومات الشخصية التي تجسدها. كذلك فعلت نور الغندور، التي قدمت دور الزوجة والحبيبة بالشكل المطلوب والمقنع، لكن ينبغي أن يتوافق ظهورها في العروض المسرحية مع ما تحقق في الساحة الفنية من خلال اختيارها للأدوار والشخصيات التي تقدمها، وإن كان ذلك لا يمنع أن تقدم مع زملائها أدواراً بسيطة، لأنها في النهاية طالبة ولكن يكون لها تأثير في أحداث العرض المسرحي، لاسيما وأنها تمتلك الكثير من الخبرة الآن. المؤثرات والديكور كان لهما حضور كبير في هذه المسرحية، وإن كانت هناك مبالغات في السينوغرافيا بشكل عام، لاسيما في الدخان الذي ملأ قاعة المسرح من دون داع، فضلاً عن قطع الديكور والمستويات التي تمت المبالغة فيها. لكن الموسيقى كانت منسجمة مع الأحداث، بصرف النظر عن حماسة الممثل المبالغ فيه. لكن يبقى أن العرض الذي تم تقديمه هذه المرة، أتى بشكل أفضل من العرض السابق الذي قُدّم في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الثالث رغم حصوله على إشادة آنذاك.