×
محافظة مكة المكرمة

هبوط اضطراري لطائرة بالجوف عقب توقفها المفاجئ في الهواء

صورة الخبر

بالنسبة لأدبائنا فهم يعيشون فعلاً خارج كل اهتمام، ويمكن للواحد منهم أن يقضي حياته بالكتابة والإبداع دون أن يصعد إلى منصة التكريم مما يعرف بـ(المراكز الثقافية) وجوائزها حتى إن (جائزة السعيد) وهي أول جائزة خاصة تتبع بيتاً تجارياً عائلياً حصرت جائزتها في المجال الأدبي بالجانب النقدي فقط ولا تتعامل مع أي نصوص تقدم لها، وإلى جانب هذا لا مانع من الإعلان عن حجب الجائزة لعدم التزام الأعمال المقدمة للشروط مما دفع بكثيرين من المشتغلين في مجال الأدب والنقد إلى عدم المشاركة وظلوا متتبعين لأخبارها عبر وسائل الإعلام وها هي تصدر بياناً منذ أيام تعلن أنها حجبت الجائزة عن أربعة مجالات ومنحتها لأربعة فقط لذات السبب السنوي (عدم استيفاء الشروط). قبل عام انطلقت جائزة خاصة أخرى تحمل اسم الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي أعلنها عقب حصوله على جائزة العويس الثقافية في الشعر، وقد خصص نصف قيمة جائزته (60.000 دولار) لصالح (جائزة المقالح) في المجالات الثلاثة (شعر وقصة ورواية)، ولكنها لم تلقَ الرواج الكافي، ومازالت تبحث عن متنافسين لدورتها الثانية، وربما هناك علاقة للقيمة المادية لها حيث لا تتجاوز ألف دولار لكل حقل مقابل 5000 دولار قيمة جائزة الرئيس الرسمية الأكثر تنافساً كما ينقصها الإشهار الكافي الذي يصل إلى كل المناطق التي تخبئ المبدعين البعيدين عن الأضواء. وبالرغم من كل هذه الندرة في المراكز الثقافية والجوائز إلا أنها خلفت أثراً واضحاً في مستوى الأعمال المتنافسة وتصل إلى التصفيات النهائية أعمال جديرة بالاهتمام وتفوق قيمة الجائزة بكثير. ولأن عدداً من المراكز الثقافية الخاصة ارتبطت بأسماء أشخاص يتبنونها ويدعمون بقاءها فإنها سرعان ما تخفت عقب وفاتهم وتصبح مجرد ذكرى، فمؤسسة العفيف الثقافية التي أسسها أحمد جابر عفيف واقتطع جزءاً من منزله مقراً لها لم تصمد طويلاً بعد وفاته رغم وجود مجلس إدارة مازال أعضاؤه في ريعان شبابهم وقد حاولوا الصمود لفترة ثم أصبحت الأنشطة موسمية وتجمع المهتمين ليتذكروا. وهو ذات الحال الذي حدث مع مؤسسة التنمية الثقافية، فما إن غابت الدكتورة رؤوفة حسن عن الحياة حتى تلاشت الأنشطة ولم يستطع أخوها من بعدها أن يغطي المصروفات وواجهته صعوبات في تلبية متطلبات إقامة الفعاليات الثقافية ومع ذلك يحاول جاهداً الاستمرار وعدم إغلاق النافذة التي فتحتها أخته رؤوفة حسن قبل وفاتها بسنوات. تجربة فريدة على مستوى المراكز الموجودة أقدم أحد المهتمين بالشأن الثقافي على خوض تجربة جديدة، حيث صمم مبنى بطريقة مختلفة وجعله كمنتدى ثقافي يحتوي عدداً من الفنون ويوفر مكاناً ملائماً لتنمية المهارات الأدبية والاستفادة من تجارب الآخرين المرتادين لمنتدى (بسمنت)، ويركز بالمقام الأول على الجيل الشاب ممن لديهم موهبة يحتاجون إلى امتحانها؛ حيث يتاح لهم تقديم أعمالهم بأي صورة يختارونها ويواجهون ردة الفعل المباشرة من أعمالهم، وهو مركز جاء في وقت عزفت كثير من المراكز عن الاهتمام بالشأن الثقافي، وتركت المهمة كاملة للجانب الرسمي الذي لم يوجد أرضية مناسبة للمراكز الثقافية الموزعة بين المحافظات والتي تتحول اختصاصاتها إلى ما يفترض أن يكون شأن سواها، كالإعداد للمهرجانات والاحتفالات الرسمية، وهو ما يبعد الأديب عنها ويجير نشاطها لصالح العمل الرسمي، ويصبح الأداء وظيفة وليس إبداعاً مستقلاً من الأهداف المباشرة.