×
محافظة المنطقة الشرقية

الإماراتيون نجحوا في إرساء نموذجهم الخاص بتجاوز مفهوم المستحيل

صورة الخبر

عواصم (وكالات) أفادت تقارير صحفية تركية أمس، أن فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية «درع الفرات» المدعومة تركياً، أقاموا مع قوات النظام ممراً أمنياً بعرض بين 500 و1000 متر يفصل الجانبين لتجنب المواجهات بينهما في معركة استعادة مدينة الباب من قبضة «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما يشكل واقعة تنسيق نادرة في النزاع الدامي بين الجيش الحكومي ومقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط نظام دمشق. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، أن مقاتلي الجيش الحر باتوا يسيطرون على مناطق «واسعة» من الباب، مضيفاً أن المدينة تخضع حالياً إلى حد بعيد، لسيطرة المعارضة وأن هدف أنقرة هو منع فتح ممرات من أراض تسيطر عليها منظمات إرهابية إلى تركيا. وأعلن الجيش التركي أمس، مقتل 26 «داعشياً» ودك 135 موقعاً بقصف مدفعي وضربات جوية في إطار «درع الفرات» خلال 24 ساعة، بينما أكد التحالف الدولي تنفيذ 26 غارة مدمرة ضد مواقع التنظيم الإرهابي بينها 18 ضربة قرب الرقة والبوكمال ودير الزور. وكشفت صحيفة «حرييت» التركية أمس، عن تنسيق غير مسبوق بين القوات الحكومية وفصائل من المعارضة السورية، التي تشارك في عملية «درع الفرات» المدعومة من قبل الجيش التركي. وتم إنشاء الممر جنوب مدينة الباب، ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر، بحسب الصحيفة، التي أضافت أن اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين. وشبهت الصحيفة التركية هذا الشريط بمنطقة «الخط الأخضر» منزوعة السلاح بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص، المقسمة منذ 1974. واعتبرت فرانس برس، أن هذه الخطوة، في حال تم تأكيدها، تشكل حالة اتصال نادرة بين النظام السوري والمقاتلين المعارضين في النزاع الدامي المستمر منذ 2011. وكانت القوات الحكومية قد تقدمت في المناطق المحيطة بالباب من الجهة الجنوبية، بالتزامن مع استمرار تقدم القوات التركية والجيش الحر من الجهات الثلاث الأخرى، الأمر الذي شدد الخناق على «داعش». وبعد تقدم مفاجئ لقوات النظام جنوب الباب مؤخراً، بات «داعش» منذ حوالى 10 أيام محاصراً بالكامل في المدينة التي تعد آخر أبرز معاقله في محافظة حلب، حيث إن القوات التركية وحلفاءها في المعارضة السورية يطوقون الجهات الثلاث الأخرى. وليس واضحاً ما إذا كان الجانبان (قوات النظام ومقاتلو المعارضة) الواقفان على طرفي نقيض أصلا في النزاع السوري، يتسابقان ميدانياً للوصول والسيطرة على الباب أو أن كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصاً أن روسيا التي تساند دمشق، قدمت في وقت سابق دعماً جوياً للعملية التركية الداعمة للفصائل. وتنفي أنقرة باستمرار تقارير عن اتصالات سياسية سرية مع قوات الأسد. من جهته، أبلغ يلدريم مشرعين من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أمس، أن مدينة الباب باتت إلى حد بعيد تحت سيطرة قوات المعارضة السورية، لكن المرصد السوري الحقوقي يقول إن الإرهابيين لا يزالون يسيطرون على المدينة. وأضاف المرصد «تتواصل المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب بين (داعش) من طرف، والقوات التركية وفصائل الجيش الحر من طرف آخر وسط تقدم للأخير في المنطقة»، مضيفاً «لا يزال التنظيم يسيطر على معظم مدينة الباب».