في كل عام يحتفل العالم بعيد الحب.. أو "عيد العشاق"كما يسمونه, يتبادل فيه الناس العبارات ودعوات العشاء أو حتى يتبادلون الهدايا و ان كانت رمزية منها, لكن سؤالي هو, هل بقي فينا من الحب لمثل هكذا يوم؟ الكثير منكم من سيعارضونني الرأي و يبدأون بالقول بأن هذا اليوم هو من البدع, وبأن الغرب قد نقلوه الينا للتطبع بأطباعهم, ويجب أن تكن أيامنا جميعها مغمورة بالحب و عدم تخصيص يوم محدد له وما الى ذلك, أنا أوافقكم الرأي, لكن من وجهة نظري ان مثل هكذا أعياد تخلف وراءها أثرا ايجابيا كبيرا في نفوس المعنيين في الأمر, كزيادة الثقة بالنفس و السعادة و الرضى و قبول الذات أكثر, صدقوني . لكن إن عدنا إلى السؤال الذي طرحته في البداية الا وهو, هل بقي فينا من الحب لعيد الحب؟ هل بقي لدينا اخلاص ووفاء للآخر؟ هل بقيت في قلوبنا الصفاء و حسن الظنون بالآخرين؟ هل بقي لدينا قليل من الفرح و السعادة للناجحين لمن حولنا في الحياة؟ هل بقي في نفوسنا تمني السلام و الأمان لجميع الشعوب من كافة الأديان و لجميع البلاد العربية و الغربية منها؟ هل بقي القليل فينا من التعاطف على فقراءنا و الشفقة على الصغير و مراعاة كبير السن؟ هي بقي لدينا ولو القليل من الحب؟ لا أدري, لكني أؤمن بمقولة قالها لي شخص ذات مرة: هنالك جانبين فينا,جانب الحب و جانب الكراهية, و يفوز في آخر المطاف الجانب الذي نغذيه أكثر", بالفعل, فالحب انوجد في قلوبنا من الأساس, لكن دعونا نغذيه لينمو و يحتل المساحة الأكبر من نفوسنا و حياتنا ,و نبتعد كل البعد عن الكراهية و البغضاء و الحقد و العدوانية أو حتى عن التمييز في الجنس أو الدين أو اللون ,دعونا نعيش في حب..في هدوء..في سلام, هذا هو كل مافي الأمر. فرح العبداللات