أكد رئيس كرسي الأمير نايف لدراسة الوحدة الوطنية الدكتور عبدالرحمن عسيري أن التعصب القبلي ليس مقتصرا على المجتمع السعودي الذي يمثل فيه النسيج القبيلي 80% بل تعدى إلى دول خليجية وعربية أخرى، مبينا أن هناك توجيها خارجيا لتأجيج الصرعات القبلية وإعادتها من جديد. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها إعلاميون في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مساء أمس للحديث عن القنوات الشعبية والتعايش المجتمعي. وقال الدكتور عسيري: لا يمكن أن نقول إن "القبيلة" مصدر للكثير من الإشكاليات لأنها تمثل جزءا كبيرا من المجتمع السعودي. وبين عسيري أنه في الماضي كانت تقام الحروب والصراعات بين القبائل وأن كل قبيلة تعتبر نفسها كدولة حتى جاء المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله والذي جمعها تحت راية واحدة راية الدين. واستطرد: إلا أنه في أواخر التسعينات ظهرت بعض القضايا التي عملت على إعادة تأجيج العصبية القبلية إلى الساحة مرة أخرى، مشيرا إلى أن ذلك تزامن مع ظهور القنوات "الشعبية". وقال: للأسف الكثير من تلك القنوات تهدف بالدرجة الأولى إلى الربح، موضحا بأن البعض منها يتعمد القائمون عليها كتابة رسائل للإساءة لقبيلة معينة لاستفزاز المراهقين فيها بحثا عن الربح والذين يبادرون إلى الرد من خلالها. وأبان أن التعصب القبلي لا يقتصر أمره على مستوى القبيلة بل وصل إلى المدارس والسيارات وظهرت الشعارات والمسميات بهدف معرفة أبناء قبيلته له لمساعدته والفزعة معه عند حدوث مكروه ملقياً بجزء كبير من المسؤولية للقنوات الشعبية موضحا بأنها رسخت مفهوم العصبية حتى في عقول "الأطفال" الصغار . أدار الحوار الذي حضره نخبة من المثقفين والإعلاميين والأساتذة الجامعيين، كبير المذيعين في التلفزيون السعودي عبد العزيز العيد، ثم ترك بعد ذلك الفرصة للمدعوين لطرح الأسئلة والاستفسارات والمناقشة مع "الضيوف".