طرح اليابانيون رؤيتهم للتحول المعلوماتي الذي نعيشه اليوم، بناء على دراسات استشرافية مبكرة، حققت لهم مكانة مميزة على الخارطة الكونية. وعندما طرح السعوديون رؤيتهم 2030، وبرنامج التحول الوطني، فهم يطمحون مثل غيرهم لتحقيق مكانة على الخارطة الكونية هم جديرون بها. ومن قراءة خطاب خادم الحرمين الشريفين لضيوف الجنادرية، يدرك هذا التوجه، والعزم على تنفيذه دون الإخلال بالثواب والأصالة. وفي تحقيق الرؤية التي يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجد أنها وضعت خارطة الطريق، وحددت المرتكزات. ويمثل هذه المرتكزات نماذج عدة، من بينها التلاحم بين أضلاع مثلث روح العصر، والاستمتاع بالوقت، والخروج بعوائد وفوائد منه. فروح العصر تتمثل في الكثير من الوقت المتاح، نظرا للتسهيلات التي احدثتها التقنية المعلوماتية في حياتنا. ولكنه ليس من فئة الوقت المستقطع، او الضائع، وإنما وقت الفائدة من بوابة الاستمتاع. ولعل مثلث الاقتصاد والاعلام والفن المتمثل في رسالة التكريم، وشخصيات المكرمين بمهرجان الجنادرية 31 هو دلالة على هذا التكامل. فهي شخصيات تمثل الاقتصاد من بوابته الإسلامية، والإعلام من بوابته العربية، والفن من بوابته المحلية إلى العالمية. ويمثل الرجل والمرأة. وتمثل التاريخ واستشراف المستقبل. نماذج نجاح يجب ان لا تتوقف. ولكن ماذا تعني لنا الرسالة مؤسسياً؟ أعتقد أن ترجمة الرسالة تقع على عاتقنا في مؤسسة التعليم، لتكوين جيل يعرف أبعاد روح العصر في المجتمع المعلوماني، ولدى هيئات مثل هيئة الرياضة، والسياحة والترفيه حتى تصبح المنتجات ذات فوائد، ومردود، على المستوى المجتمعي والفردي. فنحن لا نريد هيئات تغرد ببرامج منفردة، وإنما مشتركة. ففي مبارة كرة القدم الجماهيرية ما الذي يمنع من تقديم فعاليات سياحية، وترفيهية، تجعل هذا الجمهور الحاضر قبل ساعات يستمتع بوقت وفائدة. ونخلق تفاعلا بين القطاع الخدمي والربحي في آن واحد. فالجمهور لم يعد ينجذب للملاعب مبكرا. ولكن صورة تدفق الناس نهاية الأسبوع نحو الجنادرية، تجعل من رسالة المثلث أبلغ بكثير من تعاون هيئات، وانما تعاون الجميع. فهو ميدان ربح عبر تعزيز هوية، واستمتاع بأدوات روح العصر أبعد من مثلث واحد. ففي سعة الإخلاق كنوز من الأرزاق.