قراءة إعلان عن رغبة مواطن أو مقيم في التخلص من خادمته، ومحاولة استعادة ما دفعه لاستقدامها من أموال، توحي بتوخي الحذر والمصداقية معاً في سبيل أن تتم الصفقة، فيبالغ المعلن أحياناً كثيرة في الإسهاب في مدح المخدومة بغية ترغيب من يرغب في خدماتها علها تحظى بالقبول. فإن كانت مسلمة عزف المعلنون على وتر الصلاح والتقوى والصلاة والصيام، وإن كانت غير ذلك راحوا يسردون حسناتها في حبها للأطفال ولطفها في رعاية كبار السن. كما لا ينسون ذكر محاسن الخدمات المعروضات لنقل الكفالة في مسألة إجادتهن للطبخ، وهي مسألة هامة ومؤثرة في سهولة نقل كفالتهن لكفلاء جدد، بالنظر لظروف كثير من الأسر. وحين يريد الكفلاء الحاليون أن يبرروا تخلصهم من هؤلاء الخادمات اللاتي تجتمع فيهن كل تلك المميزات، يتعللون بالسفر خارج البلاد، أو الظروف المادية أحياناً. وما بين ريبة المحتاجين إلى خدمات تلك النسوة، وحاجتهم، تبقى مسألة السمسرة في الترويج للخادمات في السنوات الأخيرة عملية مربحة، ويعمل بها أفراد ومكاتب تخصصت في تسويق الخادمات الرافضات العمل، فقد وصلت أسعار نقل كفالة الخادمات – وخاصة في المواسم كرمضان – إلى 30 ألف ريال، وهي أرقام فلكية صنعتها أزمة الخدم التي تعيشها المملكة منذ عامين. وبالرغم من نجاح حالات من تلك الخادمات لدى نقل كفالتهن لكفلاء جدد، إلا أن مواطنين آخرين تلقوا خسائر فادحة بعد نقل كفالة خادمات بمبالغ طائلة، فيما لم يستمرن في العمل لديهم سوى أشهر معدودة. ويمنح الراغب في نقل كفالة خادمة عن طريق مكاتب السمسرة تجربة لمدة أسبوع، وهي فترة لا تبدو كافية في نظر كثير من المواطنين. وينشط السماسرة قبل شهر رمضان في تسويق خادمات يرفضن العمل لدى كفالائهن الحاليين، بغية الظفر بأرباح جيدة تدرها هذه العملية. وكانت مكاتب تسمى "مكاتب مراجعة الاستقدام" وهي غير مرخصة للاستقدام قد استحدثت غرفاً خاصة في تلك المكاتب لتجميع الخادمات اللاتي يرفضن العمل لدى كفلائهن، والترويج لهن في الصحف المحلية في عملية تخالف الأنظمة المعمول بها في البلاد، إلا أن مصادر أوضحت ل "الرياض" أن تلك المكاتب قد بدأت في عدم استقبال الخادمات وإيوائهن في مكاتبها تحسباً للحملات الأمنية المرتقبة.