أطلت من جديد قضية أحداث العنف التي وقعت في العوامية بالقطيف، والتي كانت قد شهدت في وقت سابق أعمال شغب وعنف واعتداءات من مجموعات مسلحة على رجال الشرطة والمواطنين والمقيمين. وقالت الكاتبة سكينة المشيخص إن هناك مجموعة لا تمثل المجتمع العوامي بشكل كامل، ولكن لها مطالبها؛ والتي من أهمها ما يتعلق بالتنمية، مؤكدة في الوقت ذاته أنهم ضلوا الطريق باستخدامهم العنف والسلاح في مواجهة رجال الأمن. بدوره ذكر الكاتب محمد العصيمي أن مجموعة من الشباب تورطت في العنف اللفظي والتحريض بالعوامية، وذلك عن طريق مشايخ شيعة متطرفين، وهؤلاء الشباب في كل الطوائف يكونون وقود هذا التحريض، وهم من يدفعون الثمن، ونحن نعيش في المملكة في تسامح، ونرى حولنا كثيرًا من الموبقات الطائفية التي تجري على نسق سياسي كما هو حاصل في سوريا والعراق والبحرين. وتابع العصيمي: "المفروض أنه بعد صدور بيان علماء الشيعة العشرة الذي استنكر ما يحدث فقد أكد وطنية كل الشيعة، وكل شيء يتعلق بشبه التدخل الأجنبي في كل شبر عربي هو مرفوض جملة وتفصيلا، وأرجو ألا يكون لإيران أي دخل بما يحدث". واستطرد "لإيران أجندة سياسية قديمة، وتتربص بالمنطقة لأغراض سياسية بحتة، وتتدثر بالقضية الشيعية لتحقيق مآربها، وهي لا يهمها لا شيعة ولا سنة، بل تبحث فقط عن مصالحها، ولا نستطيع تبرئة الحراك الشيعي في البحرين من تنفيذ الأغراض السياسية الإيرانية بمنطقة الخليج". من جهته، أوضح الكاتب هيثم الجشي أن ما يحدث في العوامية هو مشكلة خاصة بالمنطقة، وليس بطائفة بعينها، قائلا: "كون أن أهل العوامية شيعة فهذا لا صلة له بالأحداث، الموضوع ليس طائفيًا، لكن ما يحدث إرهاب بكل المقاييس، والشيخ نمر النمر -رجل الدين الشيعي- طالب بأشياء يطالب بها كل الناس، لكن العنف اللفظي الذي انساق له كان مرفوضًا من كل الشرفاء". وأشار إلى أن العوامية بها عدد كبير من الفقراء الذين يفتقرون للوعي السياسي والاجتماعي، مضيفًا "التحرك بالعنف بدأ من هؤلاء الفقراء، وما يحدث في العوامية من رفع السلاح هو إرهاب بكل المقاييس، والشيعة العرب على مر التاريخ هم أول من مارس العلمانية الدينية، واعتزلوا السياسة من أيام الملك فيصل". وشدد الدكتور محمد المسعود على أن هناك تيارا سياسيا في العوامية يتبنى أطروحات قديمة والتي فجرت الصدامات عام 79. وكانت وزارة الداخلية قد استبعدت وجود علاقة بين المتورطين في أعمال شغب وفوضى في بلدة العوامية بمحافظة القطيف مع تنظيمات خارجية صنفتها المملكة كجمعيات وتنظيمات إرهابية، مؤكدة أن "العصابة الإرهابية" التي ظهرت في بلدة العوامية، واعتدت على المواطنين والمقيمين، وانتهكت الممتلكات العامة؛ ليس لها علاقة بتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية.