تشرق شمس هذا اليوم "الأحد 29 جمادى الأولى 1435 - الموافق 30 مارس 2014" ونحن نصافح مرحلة تجسد متانة ورسوخ استقرارنا وتحصين وحدتنا الوطنية ومكتسبات أجيالنا بمبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز "النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء".. وليا لولي العهد الأمين. ثوابتنا الوطنية تحمل في ثناياها رسائل المبايعة لتقدم جوهر الملحمة الوطنية، لاحتواء ما نحن عليه الآن وتشرفنا بهذه الأمانة العظيمة "رفع راية الإسلام" وقيادة ملف مكافحة الإرهاب والطغاة في منطقتنا.. نخدم الحرمين الشريفين وأبصار وأفئدة ملايين المسلمين تتجه لبلادنا خمس مرات يوميا.. ويليق ببلادنا أن تكون مصدرا مستداما لاستشعار المسلمين الأمن والأمان على قبلتهم المقدسة انطلاقا من عراقة مهبط الوحي ومهد النبوة.. وأن يحمل ذلك تحصينا لكل ما استقرت عليه بلادنا من مزايا قيادية تحمي مصلحة أبسط إنسان يحتاج في حياته اليومية الطاقة التي تساعده على تسهيل حياته.. ومن هذا التفصيل الصغير لنتخيل ما يمكن أن يحدثه شلل العالم بدون الطاقة النفطية، وهذه الرسالة للماديين وغير المسلمين ومن يفهمون لغة المصالح. وللعرب جميعا.. إننا تاريخيا، وعقائديا، واقتصاديا، وجغرافيا على مستوى موقع بلادنا وأهميتها نجسد بتلاحمنا ردا على كل من يضرب الأخماس في الأسداس نتيجة أوضاع المنطقة، وهشاشة الحكم في بلدان مزقتها الحروب.. ومع هذا تأتي بيعة اليوم بعد ثلاثة أعوام بما يؤكد متانة الاستقرار، وتعزيزه نظرة استباقية واستشرافية من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، ولكل منا دور علينا الوعي به.. محلياً الرسائل التي قدمتها هذه الخطوة قد تعيها النخبة.. لكن الأم والأب.. الجامعات والمعلم والمعلمة، والمواطن الصالح عليهم أدوار واستحقاقات لا بد من تأديتها.. وحرص الآباء والأمهات اليوم وغدا أثناء نقل "وقائع البيعة" على شرح الأمر والتحدث عن قيمة المكتسبات والأمن والأمان والاستقرار وصمام الأمان له تمثله هذه الخطوات التي قد يراها البعض شكلية، وهي الأساس الذي يرسخ في ضمائر أبنائنا قيم الولاء والانتماء لحمايتهم من الاختراق بسهولة فيكونوا بجهلهم عونا للعدو الذي سيجدهم فارغين من الداخل لاستقطابهم وما أكثر المتربصين.. جامعاتنا ومدارس التعليم العام.. المعلم والمعلمة يجب أن يكملا هذا الدور.. المبايعة تصادف انتهاء موسم إجازة الربيع واليوم الأول بعد العودة.. وفعاليات هذا الأسبوع المدرسية لا بد أن تتضمن مفهوم وأهمية السلاسة التي تتميز بها قيادة بلادنا في إدارة الدولة.. مهما بدى الطلاب والطالبات صغارا لا تتكاثروا عليهم الفخر بوطنهم من خلال إيصال المعلومة لهم.. فخر الطفل واليافع والمراهق والشباب بوطنهم نحن مسؤولون عنه عبر قول كلمة حق وغرس قيم الوطنية فيهم.. بتلاوة نص المبايعة لترسيخ ذلك.. "اﻷمير مقرن بن عبدالعزيز نبايعك على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وندعو لك بالعون والتوفيق". المواطن الصالح يقوم بدوره بتقديم الشخصية السعودية كما يليق "بقبلة المسلمين".