أكد خبيران لبنانيان، أن القمة السعودية الأمريكية كشفت عن متانة العلاقة بين البلدين، والتي ستنعكس إيجابا على أزمات الشرق الأوسط، على أن تكون أمريكا المظلة السياسية والأمنية للحوار الإيراني العربي في الأيام المقبلة. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ليون الفرنسية الدكتور وليد عربيد لـ «عكاظ»، إن أبرز نتائج زيارة الرئيس باراك أوباما إلى المملكة، أنها أكدت على متانة العلاقات السعودية الأمريكية، مضيفا أن واشنطن أوضحت أنها ستكون المظلة الأمنية والسياسية للحوار العربي الإيراني المرتقب. وأشار إلى أن القرارات الملكية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله قبل زيارة أوباما فيما يتعلق بالإرهاب لا سيما المقاتلين خارج الحدود، تؤكد على توافق المسارين السعودي والأمريكي فيما يخص الأزمة السورية، لا سيما فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي لها. وتوقع عربيد، أن ينعكس توافق الولايات المتحدة والمملكة على مختلف ملفات الشرق الأوسط الساخنة، إضافة إلى تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد، والذي سبق زيارة أوباما، أشاع جوا من المتانة السياسية الداخلية، وأكدت قوة نظام الحكم في إدارة شؤون البلاد والحرص على شؤون العالم العربي والإسلامي. من جهته، رأى الدكتور خلدون الشريف مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، أن زيارة أوباما أطلقت مسار إعادة صياغة العلاقات في المنطقة، معتبرا أن المملكة باتت رأس رسم السياسة العربية. وقال: إن اتفاق المجموعة الدولية مع إيران هو أحد أبرز الدوافع لزيارة الرئيس أوباما إلى المملكة، إذ سعى الرئيس لصياغة تفاهم لا يشعر فيه الطرف العربي أن الاتفاق الإيراني الدولي يستهدفه، ومن البدهي أن المقبل من الأيام سيشهد حراكا سياسيا على مستوى المنطقة وقد يتوج بالتفاهم الذي يسعى له أوباما. وحول انعكاس نتائج هذه الزيارة على الأزمة السورية، قال الدكتور شريف لـ «عكاظ»، إن كل القوى الإقليمية تعارض أي حل عسكري في سوريا وتسعى أن يكون الحل في الإطار السياسي وعلى قاعدة جنيف1. وأضاف: إنه من أجل الوصول إلى هذا الحل، يجب أن تجرى تفاهمات على المستوى الإقليمي والدولي تتشارك فيها أمريكا وروسيا ودول أوروبا من جهة، وتركيا والمملكة وإيران من جهة أخرى، وقد تكون زيارة أوباما تحمل احتمالات بلورة هذه الرؤية بشأن الأزمة السورية.