يُعد قصر العان الأثري (سعدان) الذي يقف شامخاً على قمة جبل العان، من أقدم وأشهر القصور الطينية التراثية في منطقة نجران، وتم بناؤه عام 1100هـ، من الطين بنظام العروق، وسمي بهذا الاسم نسبة للقرية التي يقع فيها، ويتكون القصر من أربعة أدوار على طراز بناء مميز يعكس هوية وطابع المجتمع النجراني، بسور يبلغ ارتفاعه حوالى سبعة أمتار. ويضم القصر أبراجاً للمراقبة وبوابة رئيسة وعدداً من الغرف، ويطل على وادي نجران الشهير من الجهة الشمالية، ويقابله جنوباً قلعة رعوم التاريخية وجبل أبو همدان، وقرى ومزارع نخيل تشكل إلى جانب العمران الحديث لوحة فنية بالغة الجمال والخصوصية لقصر العان الأثري. ويهتم أهالي المنطقة في المباني التراثية وقصور الطين القديمة، وذلك من خلال ترميمها وإعادة أجزائها، إيماناً منهم بأن تلك المباني «جزء من الهوية النجرانية، وشكلاً حضارياً مهماً لا يمكن التخلي عنه». وتشجع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وإمارة منطقة نجران أهالي المنطقة على الحفاظ عليها والاعتناء بها بمتابعة من رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، وأمير نجران جلوي بن عبدالعزيز، لما تمثله من «تاريخ عريق وربط في الماضي الأصيل، ودعماً كبيراً للسياحة والاقتصاد في المنطقة». وأوضح المدير العام للهيئة في نجران صالح آل مريح، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن القصور الطينية القديمة أصبحت من المحطات السياحية الجاذبة في المنطقة، ومعلماً بارزاً للسائح للاطلاع على فن البناء القديم والهندسة العمرانية الفريدة في إنشاء البيوت الطينية المنتشرة في نجران، وتنوعاً نادراً في شكل الأحياء بالمنطقة. وبيّن آل مريح أن قصر العان التاريخي يتميز بروعة البناء القديم، ورونق الأصالة، وفن العمارة التراثية التي تحاكي الطراز العمراني الذي تشتهر به نجران، ويحظى بالاهتمام والعناية، كونه أحد أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، مشيراً إلى أن القصر مر في أعمال ترميم منذ تأسيسه من مُلاكه في بادرة وطنية ذاتية نابعة من وعيهم بأهمية الإرث التاريخي الوطني وأهمية الحفاظ عليه بوصفه هوية وتاريخاً. يُذكر أن منطقة نجران تضم قلاعاً وقصوراً أثرية وتاريخية، تشكل إرثاً حضارياً عريقاً، يمثل في طياته هوية المجتمع النجراني وقيمه وتقاليده التي يعكس تفاصيلها الظاهرية الشكل العمراني لهذه المباني في القرون السابقة. وتحتفظ نجران بتراثها العمراني الفريد والمتنوع في الشكل وفي طريقة البناء والزينة والمسميات التي يعود بعضها إلى أكثر من ثلاثة قرون، مزينة أحياء المنطقة وقراها المجاورة لوادي نجران الشهير عبر وقوفها برونقها الطيني وحوافها البيضاء المزخرفة، جنباً إلى جنب مع المباني الحديثة التي انتشرت في زوايا نجران ملبسة إياها حلة من رداء الحياة المتحضرة.