اختتم ملتقى القيادات الاستراتيجية «الثامن» في كتارا، أعماله بإطلاق مبادرة جديدة تحت مسمى مؤشر كتارا الثقافي في قطر، بمشاركة نخبة من الرموز والقيادات في مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص من قطر ودول الخليج وخبراء عرب ودوليين، وهي تهدف إلى رصد ودراسة المعطيات الإحصائية في ميادين التراث الثقافي، والأنشطة والفعاليات الثقافية، والمنتجات والمشاريع الثقافية في قطر من خلال التعاون والاستعانة بإطار ومعايير اليونسكو للإحصاءات الثقافية، باعتباره المرجع الأساس في هذا الميدان. أكد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، أن المبادرة تركز على تعزيز دور العامل الثقافي في التنمية المجتمعية وهي تحتوي على أرقام وإحصاءات ورصد للمشاريع الثقافية والفعاليات التي تطلق ومبادرات الفعل الثقافي في المجتمع القطري. وأوضح السليطي أن المشروع يهدف إلى الوقوف على أهم القيم الثقافية والمجتمعية داخل المجتمع القطري عبر منهجية وآلية تنفيذ مدروسة ومطورة للوصول إلى نتائج وتوصيات ومبادرات من شأنها تعزيز القيم الثقافية والمجتمعية التي تحرص «كتارا» على نشرها في المجتمع. وقال الدكتور السليطي: إن المؤشرات سوف تساعد على التخطيط والتجهيز للمشاريع الثقافية والتعرف على تطلعات وتوجهات النخب الفكرية والكُتاب والأدباء واهتماماتهم واستقطابهم والاستفادة من جهودهم وإمكاناتها وإبداعاتهم وابتكاراتهم في مجال الثقافة والعلم والمعرفة. وشدد على أهمية الإحصاء والمؤشرات الثقافية في بناء مجتمع واعٍ بدوره المعرفي في تنمية ثقافية شاملة، بالإضافة إلى بعدها الاقتصادي والاجتماعي، وأهمية التعليم والتعلم وبناء المعرفة كمصدر أولي للفعل الثقافي، كونه أحد أهم المتغيرات المرتبطة بالسياسات الثقافية، بالإضافة إلى تفعيل جانب التواصل والتنسيق والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد الدكتور السليطي أن الملتقى «الثامن» للقيادات الاستراتيجية تمحور حول تبادل التجارب وتحليل أفضل الممارسات ونقل المعارف وتعميم التجارب الناجحة للعمل بالمؤشرات الثقافية والتي تمت مناقشتها في ورش العمل مع مجموعة من الخبراء الدوليين من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وقد تميز بمشاركة مجموعة من القيادات الاستراتيجية والمديرين التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي من السعودية والكويت والإمارات والبحرين وعمان، وطرحت عدة محاور للحوار ساعدت في مجال التعليم والصحة والثقافة بالإضافة إلى القطاع العام الحكومي والقطاع الخاص مع التركيز على دور المسؤولية الاجتماعية وأبعادها في تنفيذ الاستراتيجيات إلى خطط عمل في القطاعات المؤسساتية ومواءمتها مع الاستراتيجية الوطنية في الخليج 2030م. وأشاد الدكتور السليطي بمخرجات ملتقى القيادات الاستراتيجية والدورات التي عقدت في السنوات الماضية في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، والذي تحول إلى مظلة جامعة للقيادات العليا والمديرين التنفيذيين والعاملين في مجال الاستراتيجيات في قطر والمنطقة، للمشاركة والحوار والمناقشة وتعزيز المفاهيم المبتكرة في مجال صياغة الخطط الاستراتيجية وتنفيذها على أرض الواقع سواء كانت تلك المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية أو القطاعات الحكومية أو الخاصة. يذكر أن ملتقى القيادات الاستراتيجية في قطر قد تأسس العام 2012م تحت رعاية الدكتور كابلان والدكتور نورتون، المعروفين حول جميع أنحاء العالم بمساهمتهم في الإدارة الاستراتيجية وكأكثر الشخصيات التي أثرت في التفكير الاقتصادي في العالم، بالإضافة إلى ابتكارهم بطاقة الأداء المتوازن والتي صنفت كأهم الأدوات في الإدارة خلال الخمس والسبعين سنة الأخيرة.;