في عام 2030 نطمح وفق الرؤية الوطنية الطموحة لتوفير (مليون متطوع) في السعودية للمساهمة في أعمال تنموية واجتماعية وخيرية وإنسانية، اليوم لا يمكن الجزم بعدد المتطوعين بشكل دقيق وإن كانت التقديرات تُشير لوجود نحو 11 ألف متطوع يعملون بجهود مُتفرقة هنا وهناك، وباجتهادات شخصية لتكوين مجموعات صغيرة وموسمية. فعلياً لدينا أكثر من 5 ملايين متطوع (مُعطَّلين) في مدارسنا وجامعاتنا، وهو أمر مُحزن ألا تستطيع وزارة التعليم تفعيِّل دور هؤلاء والاستفادة منهم حالياً، أو على الأقل البدء بتهيئة طلاب المراحل (الابتدائية والمتوسطة) عن طريق المناهج والتدريب لتحقيق الرؤية الطموحة بحكم أنهم (الفئة المُستهدفة) في ذلك التاريخ - على أبعد تقدير - وبكل تأكيد أن التجارب العربية والعالمية (الشبيهة) بخلق ثقافة التطوع في المجتمعات بهذه (الطريقة) معلومة ومعروفة لدى القائمين على التعليم. وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تجتهد - مشكورة - لتنظيم العمل التطوعي وفق رؤية 2030 وضمن ستة أهداف استراتيجية مُعلنة، ولكن هل هذا كافٍ؟!. برأيي أن إنشاء (هيئة مُستقلة) تنظم العمل التطوعي وتُنشِّطه، وترتبط إدارياً بالشق (التنموي الاجتماعي) في الوزارة أكثر فعالية، كون الاستقلالية هي (خيل الرهان) الأول في مضمار التطوع، الذي يعاني أصلاً من البيروقراطية التي تؤخر النشاط التطوعي وتُجهضه أحياناً، مع تداخل إشراف أكثر من جهة وفق الجهد التطوعي ونوعه والشريحة المُستهدفة منه، ولك أن تتخيل أن الكثير من الفرق التطوعية لا يوجد لديها (مُستشار قانوني) كمثال؟!. قبل وضع (لائحة) لتنظيم العمل التطوعي، ودفع عجلته، وهو ما تسعى الوزارة مشكورة للتأسيس له هذه الأيام، ثمة سؤال مطروح هل قامت الوزرة بإعداد دراسة شاملة، ومسح لوضع العمل التطوعي القائم الآن في المملكة (بشكل عام)؟ حتى تتمكن من إصدار (لائحة تنظيمية) لا تبدأ من الصفر، بل تستفيد من جهد سنوات طويلة من العمل التطوعي بعد تنظيمه؟!. نحن بحاجة لتعريف العمل التطوعي النموذجي الشامل و(نشر ثقافته) بعيداً عن (الطُرق) التقليدية في إنشاء الفرق والمجموعات التطوعية، ويمكن الانطلاق من (الأحياء والمدارس) على أرض الواقع، قبل التفكير في التطوع عن طريق البرامج الإلكترونية؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.