ينظر الرئيس التنفيذي لبنك وربة شاهين الغانم إلى المستقبل بثقة كبيرة، لدرجة أنه لا يخفي أن تطلعاته لـ «وربة» تصل إلى حد القفز به من المركز الأخير إلى السادس على مستوى القطاع، والثالث إسلاميا، خلال السنوات الـ 5 المقبلة، علاوة على حصوله على حصة أكبر من التمويلات المقدمة للمشاريع التنموية. أما بخصوص العملاء الأفراد فيقول «وربة أخذ حصة أكبر من النمو قياسا بأداء البنوك الأخرى في العام الماضي وهذا مترجم بالأرقام المالية المعلنة». لا يخفي الغانم شعوره بالزهو وهو يستعرض خلال مؤتمر صحافي عقده اخيرا مجموعة من مؤشرات البنك التي تظهر قراءتها أن «الخير قدام»، لافتا إلى أن معدل كفاية رأسمال «وربة» سيرتفع بعد إصدار الصكوك التي ينوي البنك طرحها قريبا من 18 إلى 33 في المئة، فيما سترتفع المقدرة التمويلية للبنك من 14 إلى 25 مليون دينار، وهو اعتبار قوة يعطي سرعة إضافية لتحريك مؤشرات النمو. الصدارة لازمة لم يتخل عنها الغانم طيلة حديثه حول استراتجية «وربة» الممتدة حتى 2021، خصوصا وهو يستعرض الأرقام المالية وتحديدا، عندما ينتقل بحديثه إلى مؤشرات النمو، حيث يلفت وهو مبتسما إلى أنه بينما بلغ نمو المحفظة الائتمانية للبنوك مجتمعة عن العام الماضي 2.9 في المئة حقق «وربة» نموا بلغ 51 في المئة. وفي هذا الخصوص يقول إن «البنك أثبت جدارته في تمويل الشركات والصفقات الهيكلية وترتيب الصكوك، وسيبقى على نموذج أعماله نفسه خلال السنوات الخمس المقبلة»، أما على صعيد قطاع الأفراد، فقال «انتشارنا مستقبلا سيكون من خلال جيب العميل باعتماده على هاتفه في تنفيذ جميع خدماته المصرفية». وأوضح الغانم أن منهجية الفروع القديمة لم تعد تغري «وربة» كثيرا، حيث يسعى لاستبدالها بخريطة خدمات تكنولوجية متقدمة ، تتضمن حلولا مبتكرة تتفهم احتياجات العميل، وتلبي طموحاته، على أن يتم تقديمها بأسعار مميزة، وقال: «اهتمامنا بتحقيق النمو لن يكون من خلال الفروع بل من خلال زيادة منتجات وربة بحرفنة إضافة إلى تقليص المصاريف للحصول على صفقات أكثر». أما بالنسبة لموظفي «وربة» فالرسالة واضحة: «سنستثمر فيكم وسنزيد تدريبكم للدرجة التي تتملكون معها القدرة العالية على المنافسة»، مشيرا إلى نسبة التكويت في البنك تبلغ 68 في المئة. يخالف الغانم سياسة نظرائه من رؤساء البنوك التنفيذيين لجهة الحديث الخجول عن سعر السهم العادل في البورصة، حيث يتخلى عن الديبلوماسية المصرفية المعتادة ليؤكد أن أداء السهم من مسؤوليات الإدارة التنفيذية الإضافية، التي يتعين أن تعمل لتحقيق طموح حملة السهم في الاستفادة من نشاط متوازن لاستثمارهم. وقال الغانم إن البنك يتجه حاليا لدعم قطاع الشركات والاستثمار بحلول مصرفية إسلامية مبتكرة، مشيرا إلى أن «الخطة في هذا الخصوص تشمل تطوير البنية التكنولوجية وابتكار خدمات مصرفية جديدة تستقيم مع شعار البنك نتميز بالحلول». وأضاف الشاهين، أن ما تحقق من نمو واضح في جميع مؤشرات البنك في الآونة الأخيرة جاء رغم البيئة التشغيلية الصعبة والمنافسة العالية التي يشهدها السوق المحلي، منوها إلى أن هذه النتائج ترتكز في أسسها على استراتيجية البنك التنموية الناجحة التي لعبت دوراً محورياً في نمو جميع مؤشراته للربحية. ولفت الغانم إلى أن استراتجية «وربة» متوسطة الأجل (2015-2017) انعكست على الأداء المالي الذي حققه بنهاية العام الماضي، موضحا أن نتاج هذه الخطة بني على جملة أهداف أخذت في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية والتشريعية المتسارعة التي يواجهها الاقتصاد العالمي، واقتصاد منطقة الخليج العربي في ظل الهبوط الحاد في أسعار النفط، مفيدا بأن الخطة أثبتت صلابة البنية التحتية للبنك وقدرته على المنافسة، كما بلورت مكانته بين البنوك الإسلامية. واشار إلى انه بناء على نجاحات هذه الاستراتيجية، اعتمد «وربة» بالتعاون مع «ماكنزي – اند كومباني»، خطة استراتيجية خمسية تمتد من 2017 إلى 2021 وتركز على تطوير نمو أرباح البنك وتحويله الى مؤسسة مصرفية تؤمّن خدمات ريادية لقطاع الأعمال مع متابعة نجاحاته في قطاع التجزئة، كما أنها تتضمن بنودا وأولويات تتمحور حول تعزيز أهداف «وربة» فيما يتعلق بتوفير خدمات مصرفية راقية للعملاء وتعزيز البنية الرقمية للبنك. وقال الغانم إن حصة «وربة» السوقية تصل حالياً إلى 2 في المئة فيما يسعى إلى بلوغها 10 في المئة من إجمالي حصة قطاع البنوك الإسلامية خلال السنوات الـ 5 المقبلة، كاشفا أن البنك تقدم للمنافسة على تمويل شركة الخطوط الجوية الكويتية، وانه يسعى لزيادة حصته من تمويل المشاريع التنموية المرتقبة. وأوضح انه يستهدف ضمن خطته تحقيق نمو سنوي يترواح بين 30 إلى 40 في المئة، متوقعاً ان يحل «وربة» في المركز السادس على مستوى البنوك المحلية والثالث على مستوى المصارف الإسلامية، مؤكدا أن «وربة» مرشح لأن يكون البنك الأسرع نمواً في الكويت وقادر على استقطاب العملاء من المنافسين، وأنه استوفى جميع متطلبات الحوكمة. وبين الرئيس التنفيذي أن «وربة» حقق إنجازات ريادية في قطاع التمويل والاستثمار في 2016 ما كرس مكانته كبنك إسلامي يقدم فرصا استثمارية استراتيجية، مشيرا الى أن هذا التطور يأتي تبعا لبنود استراتيجيته الرامية لتوفير أدوات استثمار مصرفية رائدة وخدمات تمويلية مميزة وتقديم كل الدعم اللازم لقطاع الشركات. وأوضح الغانم أن البنك ساهم في تمويل مجمع لصالح شركة البترول الوطنية الكويتية بقيمة 25 مليون دينار لتنفيذ مشروع الوقود البيئي للشركة، كما أنجز صفقة تمويل مشترك متعدد العملات بمبلغ 155 مليون دولار لصالح البنك الزراعي التشاركي التركي، اذ قام بدور مدير الترتيب الرئيسي ومدير سجل الاكتتاب في هذا التمويل، بمشاركة مصارف عدة. كما قام أيضا بدور مدير الاصدار الرئيس إلى جانب بنك بيرهاد الماليزي لترتيب تمويل مشترك بمبلغ 174 مليون دولار متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية من خلال مجموعة من الممولين الدوليين لبناء برج سكني في مدينة نيويورك. ومن ضمن العمليات التمويلية الرائدة التي أقفلتها مجموعة الاستثمار في «وربة» العام الماضي أربع صفقات تمويل مشترك لعملاء البنك شملت المساهمة في تمويل مشروع الوقود البيئي بقيمة 1.2 مليار دينار، والاتحاد للطيران بقيمة 145 مليون دولار، وبنك عجمان بقيمة 230 مليون دولار، علاوة على صفقة تمويل مشترك متعدد العملات بقيمة 155 مليون دولار لصالح البنك الزراعي التشاركي التركي، منوها إلى أن «وربة» توج أداءه في 2016 بإصدار صفقتي صكوك لبيت التمويل الكويتي- تركيا بقيمة 500 مليون دولار، وللمجلس الإسلامي لتطوير القطاع الخاص بـ 300 مليون. وكشف الغانم أن «وربة» وقع عقد تمويل مع المقاول الرئيسي لـ «فورملا1» الكويت لتمويل المشروع، معرباً عن أمله في أن يتم الدخول مع بنوك أخرى في مشاريع مماثلة، وبخصوص اصدار البنك لصكوك تعزيز رأسماله بـ 250 مليون دولا قال إن «وربة» سيبدأ بترويج إصداره في اسواق شرق اسيا بداية من سنغافورة وهونغ كونغ ثم مرورا بدبي وبولندا ليستقر تسعيرها في لندن، مضيفا ان الهدف من إصدار الصكوك تغطية تمويلات المشروعات التنموية، وإنه لاحظ اهتماما كبيرا من المستثمرين المحليين تجاهها. واشار إلى ان تلك الزيادة ستُعزز ايضا القاعدة الرأسمالية للبنك وفقاً لمتطلبات بازل 3 وتعليمات الجهات الرقابية، مستعرضا نتائج العام الماضي التي انعكست من خلال ارتفاع صافي الأرباح بنسبة 158في المئة لتصل إلى 2.575 مليون دينار مقارنة بمليون في العام السابق. واشار الغانم إلى ان ارباح «وربة» جاءت نتيجة نمو الإيرادات الإجمالية، التي تحققت بفضل الأداء القوي لجميع وحدات الأعمال، حيث بلغت 37.5 مليون دينار، كما في 31 ديسمبر 2016 بارتفاع نسبته 43 في المئة مقارنة بـ 2015، فيما ارتفع صافي إيرادات التمويل بنسبة نمو 36 في المئة وبلغت 16.4 مليون دينار كما في 31 ديسمبر 2016 مقابل 12 مليونا في 2015. واضاف الغانم ان ارتفاع إجمالي أصول «وربة» بفضل استراتيجيته التوسعية في السوق محليا واقليميا والاستثمار في أصول عالية الجودة وقليلة المخاطر بلغت قيمتها 1.1 مليار دينار، في حين شهدت المحفظة التمويلية نمواً ملحوظاً وسجلت 828 مليونا، بزيادة قدرها 52 في المئة مقارنة بـ 2015، موضحا انه كنتيجة لجودة المحفظة التمويلية بلغت نسبة التمويل المتعثر في البنك 0.69 في المئة والتي تعتبر من أقل النسب في القطاع المصرفي المحلي، فيما بلغت نسبة تغطية المخصصات للتمويل المتعثر في البنك 220 في المئة كما في 31 ديسمبر 2016. «وربة» لم يُخترق أكد الغانم عدم وجود أي حالة اختراق في حسابات عملاء البنك، ضمن العمليات المشبوهة التي نفذت على بعض الحسابات المصرفية في الكويت، مشددا على أن حسابات «وربة» آمنة ولم تتعرض لأي قرصنة. مساهمة «الساير» تدعم نمو البنك اعتبر الغانم أن دخول مجموعة الساير ضمن قاعدة مساهمي «وربة» يساعده في فتح ابواب تمويلية جديدة، قائلا: مجموعة ثقيلة مثل الساير تعد شريكاً إستراتيجياً في دعم مسيرة البنك».