التنمية الحقيقية هي تلك التي تضع في أولوياتها التوازن في توزيع المشروعات الحكومية الأساسية في قطاعات التعليم، والصحة، والطرق.. ذلك أن الرؤية الجديدة للمملكة تعتمد على الاستغلال الأمثل للثروات وعدم إهمال أي قدرات بشرية أو مقدرات طبيعية في أي مكان ومنطقة وقرية. كثير من مناطق المملكة تضم مساحات كبيرة تنتشر فيها المدن الكبيرة والصغيرة والقرى.. بشكل يجعل متابعة البناء وتقدير الاحتياجات التنموية أمراً شاقاً.. لكن التوجه الذي يقوده أمراء مناطق المملكة بالقيام بجولات دورية لجميع المدن والمحافظات؛ يدعو إلى التقدير، ولاشك أنه محل ترحيب من سكان تلك المدن والمحافظات. الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض؛ من القيادات الإدارية التي أدركت أهمية الجولات الميدانية والاجتماع بمجالس المدن المترامية في أطراف المنطقة التي يزورها حالياً ويدشن خلالها مشروعات مختلفة.. وهو واقع يؤكد أن عجلة البناء لم تتوقف، حتى في العام الماضي الذي شهد ركوداً اقتصادياً كبيراً ضرب العالم والمنطقة.. وفي الحقيقة أن هيئة تطوير الرياض.. سباقة في مشروع طموح قد أعلنت عنه قبل عدة سنوات لوضع خارطة استثمار وتنمية لجميع محافظات المنطقة، وانتهت إلى مشهد جديد تضمن تحديداً واضحاً للمشروعات التي يمكن الاستثمار فيها في كل مدينة أو محافظة.. وخرجت بمشروعات طبية، وتجارية، وسياحية، وترفيهية.. وفق طبيعة ومميزات كل موقع.. كما تضمنت تلك الخارطة مقترحاً للإعفاءات في جوانب التراخيص والبناء.. التمايز والاختلاف بين مناطق المملكة، أمر يمكن أن يتحول إلى قيمة استثمارية عالية، في حال استغلالها ليس بتوطين مشروعات تنموية، بل حتى باستقطاب رؤوس الأموال ودعوة رجال الأعمال للاستفادة من تلك الفرص بدلاً من تركيزها في المدن الكبرى.