دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الاميركي باراك اوباما الى العمل معا من اجل "استقرار" في اوكرانيا، وعبر في الوقت نفسه عن قلقه من الوضع في ترانسدينستريا المنطقة الناطقة بالروسية في مولدافيا. وقالت الرئاسة الروسية في بيان ان بوتين وخلال اتصال هاتفي بين رئيسي الدولتين الجمعة "اقترح دراسة الاجراءات التي يمكن ان تتخذها الاسرة الدولية للتعاون من اجل استقرار للوضع". واضافت ان بوتين واوباما اتفقا على ان يناقش دبلوماسيوهما "قريبا احداثيات عملية لعمل مشترك". وكان البيت الابيض اعلن مساء الجمعة ان الرئيس الروسي اجرى الجمعة اتصالا هاتفيا بنظيره الاميركي لبحث اقتراح اميركي حول مخرج للازمة في اوكرانيا التي تخشى غزوا روسيا لشطرها الشرقي بعد خسارتها شبه جزيرة القرم. وقال الكرملين ان بوتين عبر لنظيره الاميركي عن قلقه من "تدفق متطرفين يرتكبون بدون عقاب اعمال ترهيب ضد سكان مسالمين وبني السلطة وقوات الامن في عدد من المناطق وفي كييف". وتحدث ايضا عن الوضع في ترانسدينستريا المنطقة الناطقة بالروسية في مولدافيا الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة بين اوكرانيا ورومانيا وتقوم بعملية تقارب مع الاتحاد الاوروبي. وتتمركز القوات الروسية في هذه المنطقة وقامت مؤخرا بتدريبات عسكرية. وقد عبر الرئيس المولدافي نيكولاي تيموفتي عن قلقه من تكرار هذا السيناريو الذي سمح بالحاق القرم بروسيا خلال ثلاثة اسابيع. وقال الكرملين ان بوتين "لفت الى وضع الحصار بحكم الامر الواقع الذي تخضع له ترانسدينستريا مما ادى الى تدهور الظروف المعيشية لسكان المنطقة ويمس بحريتهم في التنقل ويضر بالنشاط الاقتصادي والتجاري العادي". ودعا بوتين الى مفاوضات بصيغة "5+2" اي بمشاركة مولدافيا وترانسدينستريا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وروسيا واوكرانيا، مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بصفة مراقبين. الى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده ليس لديها نية عبور حدود اوكرانيا. وقال لافروف في مقابلة مع تلفزيون روسيا -1 أمس إن روسيا لا ترى طريقاً لتطور اوكرانيا سوى الانتقال الى النظام الاتحادي. ووصف الدعوات التي تطالب موسكو ب"تسليم" شبه جزيرة القرم بأنها "ميئوس منها تماما". واضاف: "واضح بالنسبة لنا أنه ليس كل واحد موافق على قرار روسيا بضم القرم، لكن الأغلبية الساحقة من سكان القرم صوتوا تأييدا لذلك في استفتاء شعبي". وتابع الوزير الروسي حديثه قائلا إن الدعوات الموجهة لبلاده بالتراجع عن هذه الخطوة كتلك الصادرة عن الغرب هي دعوات "ميئوس منها". وقلل لافروف من التخوفات من حدوث غزو روسي وشيك لأوكرانيا. وقال لافروف ان وجهات النظر الروسية والغربية حول الازمة الاوكرانية تتقارب، مما يمهد الطريق "لمبادرة مشتركة" ممكنة. واضاف وزير الخارجية الروسي ان "وجهات نظرنا تحقق تقاربا. لقائي الاخير مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لاهاي واتصالاتي مع المانيا وفرنسا ودول اخرى تشير الى ان امكانية مبادرة مشتركة تقدم الى اوكرانيا بدأت ترتسم".