شنت الشرطة الألمانية، مدعومة بوحدات مكافحة الإرهاب، حملة مداهمات وتفتيش واسعة شملت 11 هدفًا، وأسفرت عن اعتقال شخصين بتهمة التحضير لعمليات إرهابية خطيرة. وأسفرت الحملة في محيط مدينة غوتنغن، التي شارك فيها 450 شرطيًا، عن اعتقال جزائري (27 سنة) ونيجري (23 سنة) من المحسوبين على المشهد المتطرف في المدينة الواقعة في ولاية سكسونيا السفلى. وعقدت شرطة غوتنغن وشرطة ولاية سكسونيا السفلى مؤتمرًا صحافيًا بعد ظهر أمس، قال فيه رئيس شرطة المدينة، أوفه لوريغ: إن مؤشرات ملموسة تزايدت في الأيام الأخيرة على تحضيرات لتنفيذ عملية إرهابية في ألمانيا. وأضاف أن الحالة تطلبت إنزالاً سريعًا، وأن الوضع لم يسمح بالانتظار. وأسفرت الحملة عن مصادرة أعلام للتنظيم الإرهابي «داعش» وسلاح مجاز وذخيرة، جاهزة للاستخدام، إضافة إلى ساطور. والمعتقلان من الذين تصنفهم شرطة الولاية ضمن «الخطرين» ويخضعان إلى رقابة مركزة منذ سنة. ويعيش الاثنان مع عائليتهما في المدينة منذ فترة طويلة. واعتبر بوريس بيستوريوس، وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، الحملة على المشهد المتشدد في غوتنغن ضربة مهمة لنشاط المتشددين، ودليلا على تصميم القوى الأمنية في حربها على الإرهاب. وكان بيستوريوس مهّد للحملة قبل أيام أمام برلمان ولايته حينما قال: إن المكافحة المستديمة للإرهابيين تحتل المقام الأول في أولويات القوى الأمنية في الولاية. وحذر شتيفان كريمر، رئيس دائرة حماية الدستور في ولاية تورنجن الشرقية، من أن المشهد المتشدد يغادر الولايات الغربية باتجاه الشرقية. وأكد أن اعتقال الإرهابي جابر البكر في مدينة لايبزج لم يكن صدفة، وأن التنظيم يحاول الهرب من الرقابة المفروضة عليه في الولايات الغربية. وأكد وجود مؤشرات على ذلك في بقية الولايات الشرقية الأربع الأخرى. وتشير تقارير دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن) في ولاية سكسونيا السفلى إلى متشددين اثنين التحقا بالقتال في سوريا إلى «جانب» «داعش» من مدينة غوتنغن. ونفذ أحدهما عملية انتحارية خطيرة أودت بحياته. وتم سحب جوازات 26 متشددًا من ولاية سكسونيا السفلى بعد أن تم التأكد من نواياهم السفر للالتحاق بتنظيم داعش. وهناك 680 متشددًا مستعدًا لممارسة العنف في الولاية بحسب إحصائيات الدائرة لسنة 2016، وكان هذا الرقم لا يزيد على 480 في سنة 2015. وربطت مجلة «فوكوس» المعروفة بين المعتقلين الاثنين في غوتنغن والداعية العراقي المتشدد أحمد عبد العزيز عبد الله الملقب بـ«أبو ولاء». وكانت الشرطة في ولايتي سكسونيا السفلى والراين الشمالي فيستفاليا اعتقلت «أبو ولاء» وأربعة من أعوانه، هم التركي حسن س، والألماني الصربي الأصل بوبا س، والألماني محمود و، والكاميروني أحمد ف.ي. في أغسطس (آب) الماضي. واتهمت النيابة العامة الخمسة بدعم تنظيم إرهابي أجنبي وتجنيد مقاتلين للانضمام إلى صفوف «داعش». وأكدت أن المشتبه بهم شكلوا شبكة إقليمية إسلامية متطرفة يرأسها المتهم أحمد عبد العزيز عبد الله، وهدفها هو «إرسال أشخاص للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا». وكانت وحدة خاصة من وحدات مكافحة الإرهاب اعتقلت شابًا مساء الأربعاء الماضي (19 سنة) بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش. وقالت النيابة في بيان مقتضب إن الشاب يحمل جواز سفر روسيا باسم سليم ك، وتم اعتقاله في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. واتهمت النيابة العامة سليم ك، بالسفر إلى سوريا في صيف 2014، وتلقي التدريبات العسكرية في قواعد الإرهابيين والمشاركة في القتال. وغادر الشاب سوريا إلى تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وعاد بعدها إلى ألمانيا، ربما بنية تنفيذ أعمال إرهابية.