×
محافظة المنطقة الشرقية

«منتدى الشركات العائلية» يطالب بتعزيز السياسات الداعمة للقطاع

صورة الخبر

القاهرة- محمد شبانة: في عصر اليوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها، لم يعد المذيع منفصلاً عن الجمهور، وأصبحت أسرة أي برنامج تدقق في اختيار المواد، التي يمكن أن تمس الحياة اليومية للناس وتجذب اهتمامهم. ومع انتشار البرامج بصورة كبيرة بسبب كثرة عدد الفضائيات، أصبح التنافس بينها شرساً للفوز بأعلى نسبة مشاهدة، وبالتالي تنال نصيباً أكبر من كعكة الإعلانات وتحقق جماهيرية واسعة، تضمن لها الاستمرار. حول طبيعة العلاقة بين المذيع والجمهور، في عصر التطور التكنولوجي، كان لنا هذا التحقيق مع نخبة من أهم المذيعين والإعلاميين ورؤساء تحرير البرامج الشهيرة في مصر. في البداية بدأ الإعلامي معتز الدمرداش، الحديث قائلاً: تقديم برنامج قوي وناجح يخضع لعوامل كثيرة منها طبيعة البرنامج، والمواد التي سيقدمها، والدعم المادي الذي ستوفره القناة، هذه هي العناصر الأساسية، لكن رد فعل الجمهور هو الأهم، لأنه هو صاحب القرار الأول في نجاح أي برنامج واستمراره، ولا يمكن أن ينجح مذيع أو برنامج انصرف عنه الجمهور، حتى لو توافرت له العناصر الثلاثة سالفة الذكر، ولو على أعلى مستوى. هل يعني هذا أن الجمهور ممكن أن ينصرف عن برنامج على مستوى من الجودة؟ أجاب الدمرداش: نعم ممكن، وهذا ليس لعيب في الجمهور، ولكن اهتماماته تتغير، وتفرض نوعية أخرى من البرامج وجودها. المذيعة دعاء فاروق، اتفقت مع رأي الدمرداش وأضافت: عقب الثورة كانت البرامج السياسية تحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة، وكانت القنوات الفضائية وحتى التلفزيون الرسمي ، تتسابق على تقديمها، حتى إن بعضها لم يكن يجد إعلاميين مخضرمين للظهور على الشاشة، وارتفعت مرتبات الإعلاميين الكبار إلى أرقام فلكية.. ونتيجة العجز في بعض البرامج، سنحت الفرصة لعدد من المدعين التسلل إلى كرسي المذيع، والحصول على لقب إعلامي. الآن اهتمامات الجمهور تغيرت، ولم يعد يأبه بالبرامج السياسية، والقنوات لم تعد تقدمها، إلا فيما ندر. الصحفي والمذيع خيري رمضان، أشار إلى أن التطور التكنولوجي جعل المشاهد شريكاً في البرنامج، لا متلقياً فقط. وأضاف: الآن تستطيع أن تتصل بأي برنامج وأنت في الشارع وإجراء مداخلة، وتقول رأيك على الهواء مباشرة، دون رقابة من أحد، ويمكنك حتى أن تكون ضيفاً بالصوت والصورة، وأنت تجلس في بيتك.. القواعد تغيرت، والمشاهد أصبح عضواً فاعلاً في البرنامج يشارك فيه بإيجابية ويقول رأيه بكل ديمقراطية، ويتناقش مع المذيع والضيف، فمسألة احتكار الرأي، لم يعد لها وجود، وإذا لم تستطع أن تقول رأيك على قناة معينة، تستطيع أن تقوله على قنوات أخرى. لم يعد شيئًا قابلاً للتستر عليه مهما كان الوضع الجديد بالتأكيد أفضل، وأهلاً بالمشاهد شريكاً في كل البرامج. أما الإعلامية لميس الحديدي، فأكدت أن برنامج التوك شو تفاعلي في الأساس بين المذيع والجمهور، لا بد من مداخلات ومناقشات مع الناس والمسؤولين، ولا معنى للبرنامج إذا ظل المذيع يتحدث وحده، لمدة ساعة أو ساعتين، هذه سفسطة. أضافت الحديدي: لا بد من تناول جميع وجهات النظر بالبحث والتحليل والوصول لنتائج منطقية بما يترتب عليه استفادة الجميع. للأسف، معظم برامج التوك شو ضعيفة، وخالية من المضمون ومقدموها عديمو الموهبة، وعندهم ضحالة في الثقافة، ولا يمتلكون أدنى معلومات عن موضوع الحلقة، علماً أن إعداد الحلقة الواحدة يتكلف وقتاً ومجهوداً كبيرين، ومن يلجأ للاستسهال والحديث منه للكاميرا فقط، دون الوضع في الاعتبار بقية العوامل الأخرى، فإن مصيره الاختفاء من على الساحة الإعلامية قريباً. المذيعة ريهام سعيد قالت: البرامج الجماهيرية التي تهتم بأمور المواطن الحياتية تنجح أكثر من برامج النخبة، التي لا يشاهدها سوى المثقفين فقط.. من المهم جداً للمذيع ألا يكتفي بالجلوس في الاستوديو، ويتحدث إلى الناس من برج عاجي، بل يجب أن ينزل إلى الشارع، وأن يلتحم بهم، ويناقش معهم قضاياهم ومشاكلهم وهمومهم، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم.. هذا هو المذيع الحقيقي الذي يريد أن يقدم برنامجاً ناجحاً يتابعه الناس. الإعلامي محمد علي خير، أكد أنه من الصعب جداً توقع رد فعل الجمهور إزاء أي برنامج، بمعنى أنه ليس من الضروري أن يكون البرنامج قوياً كي ينجح! وفي الوقت نفسه الجمهور واعٍ، ويميز الغث من السمين، وفوضى البرامج التي صاحبت الارتباك، الذي ساد الساحة الإعلامية في السنوات السابقة، في طريقها إلى الزوال، بسبب وعي المشاهدين. البرامج بالفعل تتقلص باستمرار، والمدعون الذين صدعوا رؤوسنا بترهات، على مدى ستين شهراً، يختفون رويداً رويداً، وفي الوقت نفسه، يوجد برامج توك شو تحقق أعلى نسبة مشاهدة مع أن المذيع الذي يقدمها ينال السخرية والاستهجان باستمرار، ويبقى هناك برامج ناجحة تحترم الجمهور وتهتم بتطلعاته. طارق يونس، رئيس تحرير برنامج كل يوم، أشار إلى أن اهتمامات المواطنين تفرض على القائمين على البرامج حسن اختيار المواد موضحاً: المذيع لم يعد يملك ترف الإدلاء برأيه فقط دون مناقشة أصحاب الشأن وهم الجماهير، ومن الصعب على أي برامج الآن مناقشة قضية واحدة في الحلقة، إلا لو كانت مدة الحلقة قصيرة، لأن التنويع مطلوب وبشدة، ومن الأفضل، أن يكون الموضوع الأساسي اقتصادياً.. البقاء فقط للبرنامج القوي الذي يعمل على عرض قضايا الناس ويحاول حلها. شادي أبو الحسن، مدير الإنتاج، بقناة ICU، على اليوتيوب، قال: ثمة فارق كبير وجوهري بين القنوات التلفزيونية، والقنوات التي تبث على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، فقنوات الإنترنت يستطيع الجمهور أن يشاهدها في أي مكان، ويتفاعل معها، ويشارك فيها بالتعليق المكتوب أو الفيديو، وتمتاز برامجها بقصر مدة الحلقات، بما لا يدعو للملل، ومناقشتها للسلبيات الموجودة في المجتمع، بأسلوب ساخر عادة.ويقدمها شباب على قدر كبير من الموهبة، والجمهور من ناحيته يتجاوب معهم، وتحقق برامجهم نسبة مشاهدة عالية تصل إلى الملايين في بعض الأحيان. أما أحمد فايق معد برنامج صاحبة السعادة فقال: يوجد هامش كبير من الحرية حالياً، يسمح للمذيع، بأن يقول ما يشاء دون حجر على رأيه، وفي الوقت نفسه كل قناة لها توجه معين، قد لا تتفق مع التوجهات الأيديولوجية للمذيع، فيضطر في هذه الحالة إلى الاحتفاظ بآرائه لنفسه أمام الكاميرا، وينشرها على الفيس بوك، أو تويتر، أو في مقالات.. ما يجب أن يضعه المذيع والقناة معاً في الاعتبار، هو رد فعل الجمهور عقب كل حلقة، وتعليقاته عليها، والعمل على تطوير البرامج، بما يتفق مع رغبة الجمهور. هذا هو شرط النجاح. الرقم واحد في حسابات القنوات محمد هاني رئيس قناة CBC علّق قائلاً: البرنامج الذي يشاهد في نصف ساعة أو حتى ساعتين، تقف خلفه خلية نحل، وهذا حق المواطن في أن يشاهد برنامجاً جيداً، مهما كان الهدف منه.. نجاح وتطوير البرامج أو إلغاءها، يتوقف على عدة عوامل، أولاً: الجمهور، هل يتقبل هذه البرامج أم لا؟ وما مدى إمكانية استمرارها؟ ولأكثر من موسم أم نكتفي بموسم واحد فقط؟ أم برنامج دائم لا يرتبط بمواسم؟ ثانياً: الإعلانات، وهي عامل مهم لاستمرار القناة في البث والمصدر الرئيسي للدخل. البرنامج الناجح تأتيه الإعلانات طواعية، ولا ندخل في مساومات مع شركات الإعلان. ثالثاً: الميزانية، فلا بد أن تنفق على البرامج جيداً، فالجمهور هو العامل رقم واحد الذي تضعه القنوات في الاعتبار، قبل البدء في تنفيذ فكرة أي برنامج.