×
محافظة المنطقة الشرقية

«المؤسسات الصغيرة» تقيم ندوة عن (إدارة المشاريع)

صورة الخبر

لطالما اشتكينا من سرعة الأيام، و رددنا بتنهيدةٍ يكسوها الندم، أن الزمن يسابقنا و يسبقنا، حتى أننا لا نستطيع تذكر مدى إستمتاعنا بما كنا فيه. الحسرة على مافات هي سيدة الموقف و مهيمنةٌ العظمى. المخيف في الأمر أن الأحوال لا تكف عن التغير، بل أن ليلة و ضحاها كفيلة بأن تقلب حياتك رأساً على عقب، و أن تجعل منك شخصاً آخر لا يمتُ لما كنت بصلةٍ أبداً. ذلك يجعلني أتذكر حال ذلك الملك العظيم من ملوك الأشاوس الذي بلغ به البذخ إلى كسو التربة مسكاً و ورداً و كافورا لبناتهٍ، لكن الأيام دول، و شاء الله إن يٌسلب منه كل هذا و يكون خاتمة بناته غازلاتٍ للثياب ليقتاتوا بما ينالون من مال جور الفقر. و رثاهن حينها قائلاً: يطأن في الطين والأقـدام حافيـةً تشكو فراق حـذاءٍ كـان موفـورا قد لوّثت بيـد الأقـذاء اتسخـت كأنها لـم تطـأ مسكـاً وكافـورا و من جهة آخرى سيدنا يوسف عليه السلام، في قصتهٍ عبرة لمن تذكر و أعتبر، كيف أصبح من بئر وحيداً خائفاً إلى عزيزاً ذو ملكٌ و سلطة. من استحضر سرعة الأيام و تحولها و كيف أن موقف واحد قد يأخذك إلى حيث لم تتوقع ولم يخطر على بالك أبداً، آمن حينها أن الدنيا ليست للبقاء ولا للمكوث فهي لم تدمٌ لأحد ولن تدومٌ. أٌنهي مقالي هذا بلسان حال ذلك الملك حينما دارت به عجلةٌ الأيام إلى قعر سجنٍ مذلولاً و مكسوراً : من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـه أو بات يهنـأ باللـذات مسـرورا ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت فإنما بات في الأحـلام مغـرورا. الرأي كتاب أنحاء نوير البقمي