بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم (الأربعاء) في هدم قرية العراقيب شمال بئر السبع مسلوبة الاعتراف للمرة الـ109 خلال ست سنوات متتالية، ضمن هجمة شرسة طاولت قرى النقب. وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 544 ألف دولار تقريباً (مليوني شيقل إسرائيلي) مقابل مصاريف هدم القرية الأول في 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وتُهدم هذه القرية أكثر من مرة في الشهر الواحد، وفق مركز «مساواة» لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل. وتعد من قرى النقب التي لا تعترف بها سلطات إسرائيل باعتبارها تجمعات سكانية، وكانت حتى العام 2010 مبينة بالأسمنت وتضم زرعاً وأشجاراً، لكن بعد عمليات الهدم المتكررة، بات سكانها يبنون مساكنهم من الخشب والصفيح. وقال أحد أعضاء اللجنة المحلية للقرية عزيز صياح في حديث لوكالة «معاً» أن «الجيش هدم القرية متجاهلاً البرد القارس وترك الأهالي في العراء». وهدمت أيضاً منزلاً متنقلاً لمواطن في قرية الزرنوق في النقب، وأفاد موقع «عرب 48» بأن آليات السلطات الإسرائيلية وجرافاتها توجد بكثافة في منطقة النقب، وتحاصر منذ الصباح قرية أم الحيران التي هدمت بالكامل الشهر الماضي في حادثة عرفت بـ «غزوة أم الحيران»، وتعرّضت خيمة الاعتصام المنصوبة منذ ذلك الحين إلى الهدم اليوم. وناشد رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان قيادات «لجنة المتابعة العليا» و «اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة» و «لجنة التوجيه العليا لعرب النقب» وقيادات وكوادر الأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية كافة بالتوجه على الفور إلى أم الحيران من أجل منع الهدم المقبل وتشريد المزيد من الأهالي. وقال أبو القيعان حال الترقب والقلق بين أهالي أم الحيران عقب تمركز الشرطة في محيط القرية، أن «المخاوف كبيرة من أن تعود السلطات وتهدم القرية، ومنذ الليلة الماضية ونحن نترقب بسبب هذا الوضع الصعب». وفي القدس المحتلة، هدمت الجرافات ثلاث منشآت سكنية أمس واليوم في بلدة بيت حنينا بحجة البناء غير المرخص، فيما قام جيش الاحتلال باعتقال تسعة مواطنين فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية.