لكل شعب من شعوب الأرض عاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره من الشعوب والمجتمعات. أما الشعب العربي فإن عاداته وتقاليده متجانسة، متشابهة لا تكاد تميز بعضها عن بعض إلا بأشياء بسيطة، فتقاليد الأفراح والأعراس والأعياد واحدة، أما إكرام الضيف ونجدة المستغيث، والإحسان إلى الجار، فهي عادات أصيلة ورثوها عن أجدادهم وآبائهم العرب المسلمين، وهم يورثونها لأبنائهم وأحفادهم على مر الزمن. كما يتميز الشعب العربي (في مشرقه ومغربه) بأنه مجتمع محافظ أخلاقه سامية، وملابسه ساترة، وعاداته وتقاليده أصيلة، لا تنافي الذوق العام، إنها أخلاق المسلمين على الدوام. وحين تسافر إلى إحدى الدول العربية الشقيقة، فإنك لا تحس بالغربة أبداً، فأنت بين أهلك وإخوانك وعشيرتك. العرب أمة واحدة، يجمعهم الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ الواحد، والمصير المشترك. ومن عادات العرب المشتركة طرقهم في إعداد أطعمتهم وأشربتهم وتعلقهم بتراثهم المجيد، والمحافظة عليه، ما دعا كثيراً من أهل الشرق والغرب -من غير العرب- إلى الإعجاب بتقاليد وعادات العرب الأصلية، التي قد لا يتوفر مثلها في مجتمعاتهم المادية البحتة، إنها أخلاق وعادات العرب المسلمين، فأكرم بها من عادات وتقاليد.