×
محافظة المنطقة الشرقية

جلسات «العالمية للحكومات» تطرح 50 تساؤلاً أمام قادة ومفكري المستقبل وصناع التغيير

صورة الخبر

أكدت مصادر عسكرية واستخبارية أميركية، أن إلقاء القبض على قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، المكنى بـ«أبو هريرة الصنعاني»، كان الهدف الرئيسي من عملية الإنزال الأميركية الأحد قبل الماضي في قرية يكلا التابعة لقبيلة قيفة في منطقة رداع اليمنية. ولم توضح المصادر ما إذا كان الريمي موجودا بالفعل في موقع المعركة ونجا من الاعتقال، أم أنه تلقى تنبيها قبل العملية وغادر المكان قبل بدء الإنزال. ونقلت محطة «إن بي سي نيوز» الأميركية عن المصادر التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها، أن جنودا من قوات النخبة الإماراتية شاركوا بدور محوري في عملية الإنزال والمداهمة. كما أشارت كذلك إلى مشاركة جنود يمنيين، لكنها لم توضح إن كانوا من قوات الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أم من قوات أخرى تابعة لخصومه. ومما زاد العملية غموضا أن تنظيم القاعدة اتهم رسميا ميليشيات الحركة الحوثية بالتعاون العسكري مع القوات الأميركية لتنفيذ العملية. يشار إلى أن 14 من عناصر القاعدة قتلوا خلال العملية، حسب ما أعلنه الريمي في شريط صوتي بثه تنظيمه بعد أيام من وقوع العملية. واعتبر التسجيل بمثابة إعلان ضمني من أمير القاعدة لنجاته من القبضة الأميركية. ومن المحتمل أن يكون بلاغ وجود الريمي في المكان المستهدف ناجما عن الخلط بين الصنعاني (كنية قاسم الريمي)، وأشخاص آخرين يحملوا نفس اللقب، وهو ما يرجح الفرضية القائلة إن أمير التنظيم «أبو هريرة الصنعاني»، كان هدفا لعملية الإنزال، حيث إن اعتقاله لو تم، لتم اعتباره نصرا مؤزرا ومبكرا لإدارة ترمب في مطلع عهدها. وعلى الأرجح أن وجود أصحاب هذا اللقب في منازل آل الذهب في الأيام السابقة على العملية، قد تسبب في إيصال معلومة غير دقيقة للاستخبارات اليمنية أو الأميركية، أن أمير التنظيم «أبو هريرة الصنعاني» موجود في ضيافة آل الذهب. ومما لا شك فيه أن معلومة كهذه يعتبرها العسكريون مبررا كافيا للتحرك العاجل، بعد أخذ موافقة الرئيس الأميركي. وقد ورد في سياق البيان الصوتي ما يفيد بأن آل الذهب كانوا في الفترة ذاتها يستضيفون زوارا آخرين قادمين من محافظة الجوف اليمنية إلى قرية يكلا بمديرية القريشية التابعة لقبيلة قيفة في منطقة رداع، وهو ما يمكن أن يعزز اعتقاد المخبرين المفترضين بأن الضيف المحتفى به هو «الصيد الثمين» أبو هريرة الصنعاني. وفي جزء آخر من البيان الصوتي، اتهم تنظيم القاعدة رسميا ميليشيات الحركة الحوثية بالتعاون العسكري مع القوات الأميركية ضد «أهل السنة في اليمن». جاء هذا الاتهام على لسان أمير التنظيم قاسم الريمي المعروف كذلك بكنية «أبو هريرة الصنعاني»، في الشريط المسجل بصوته الذي بثه التنظيم عبر موقع «يوتيوب» الأميركي. وقال الصنعاني في التسجيل، إن الجندي الأميركي القتيل ضحى بحياته من أجل اقتحام المكان الذي ظل عصيا على الحوثيين، في إشارة إلى موقع الإنزال الأميركي الذي يقع في المديرية التي عجز الحوثيون عن الوصول إليها. كما أورد أمير تنظيم القاعدة في تسجيله الصوتي تفاصيل عن العملية لم تعلن من قبل، حيث قال إنها بدأت في منتصف ليل الأحد الماضي، واستمرت الاشتباكات لساعات، زاعما أنها خلفت قتلى وجرحى بالعشرات من الأميركيين. وتحدث بفخر عن إسقاط طائرتين مروحيتين أميركيتين، لكنه أقر بأن الأميركيين هم من دمروهما بعد أن «سحبوا قتلاهم وجرحاهم، ولم يجدوا بدًا من تدمير طائراتهم حتى لا تبقى شاهدة على فضيحتهم» على حد اعتقاده. كما لم يوضح أبو هريرة الصنعاني إن كان هو نفسه موجودا في المنطقة ذاتها أثناء المعركة أم لا. وفي معرض هجومه على الحوثيين، لوحظ أنه أثنى على الهاشميين، وهو ثناء نادر غالبا ما تتجنبه قيادات القاعدة؛ لأن الحوثيين ينتمون إلى هذه الشريحة الاجتماعية في اليمن. ويبدو أن أمير «القاعدة» يسعى للاستدراك بأن هجومه على الحوثيين لا يعني بالضرورة هجوما على الهاشميين. وفي معلومات أميركية غير رسمية مناقضة لتهمة التعاون بين الحوثيين والقوات الأميركية، قالت مجلة «فورين بوليسي»، إن إدارة ترمب تخطط لعمليات عسكرية تستهدف الحوثيين في اليمن بصفتهم من وكلاء إيران في المنطقة. وذكرت المجلة في موقعها على الإنترنت، أن البيت الأبيض بدأ تكثيف الإجراءات ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، مؤكدة أن هذه الإجراءات جزء من خطة أوسع لمواجهة طهران من خلال استهداف حلفائها في المنطقة. ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن الولايات المتحدة أطلقت نذر هذه المواجهة بتحريك المدمرة «كول» إلى باب المندب لمواجهة الاستفزازات الحوثية، وأفصحت بأن الإدارة الأميركية الجديدة تدرس اتخاذ خطوات أكثر صرامة، بما في ذلك هجمات طائرات «درون»، ونشر مستشارين عسكريين لمساعدة القوات المحلية في اليمن. وأوضحت «فورين بوليسي»، أن هناك رغبة داخل الإدارة الأميركية في تحرك عسكري قوي ضد الحوثيين في اليمن، وفق ما أفاد به مصدر في الفريق الاستشاري للأمن القومي لترمب. ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن مساعدي ترمب يرون اليمن ساحة معركة مهمة للولايات المتحدة ضد إيران، لكسر ما يعتبرونه فشل الإدارة السابقة في مواجهة نفوذ طهران المتنامي في المنطقة.