دعا «المجلس الأعلى»، بزعامة رئيس «التحالف الوطني» الشيعي عمار الحكيم، القوى الكردية إلى توحيد مواقفها للإسراع في تحقيق «التسوية السياسية» وتنفيذ الإصلاحات، فيما أعلنت حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» أن إرسال وفد إلى بغداد رهن بـ «حل الخلافات داخل البيت الكردي». وواصل الحكيم، محادثاته في إقليم كردستان للوقوف على مواقف القوى الكردية من مشروع «التسوية السياسية» الذي يتبناه المجلس لمرحلة ما بعد القضاء على «داعش» وإعادة الاستقرار إلى العملية السياسية قبل موعد الانتخابات العامة المقبلة. وقال الناطق باسم المجلس حميد المعلة، عقب اجتماع مع قيادتي حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» في السليمانية، إن «من شأن وحدة البيت الكردي وقراره السياسي تسهيل جهود الإصلاحات، وننظر إلى هذا الأمر بأهمية بالغة لإيجاد حل للخلافات بين أربيل وبغداد». وأضاف أن «القوى الكردية أبدت ملاحظاتها على مشروع التسوية، ونرى أن مشاكلها وخلافاتها مع بغداد يجب أن تجد طريقها إلى الحل». وعن الموقف من تصريحات سكرتير المكتب السياسي للحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، عن مشروع استقلال الإقليم، قال إن «الموضوع لم يطرح بالطريقة التي تداولتها وسائل الإعلام». في المقابل، قال القيادي في «الاتحاد الإسلامي» سعدي بيره: «صارحنا وفد التحالف وكان داعماً لحق الشعوب في الاستقلال، وأوضحنا أن غياب المساواة في المواطنة والقفز فوق الدستور، يدفع إلى التفكير ببدائل، وقلنا إنه حتى في حال أجرينا الاستفتاء على الاستقلال، فلن يكون ذلك إعلانا للانفصال، ولكن إذا ما أغلقت الأبواب لن يكون أمامنا خيار آخر». مشيراً إلى أن «الوفد طرح اقتراحات لحل الخلافات بين أربيل وبغداد عبر العمل البرلماني». وأجرى الحكيم في السليمانية محادثات مع زعيم «الاتحاد الوطني» الرئيس السابق جلال طالباني، الذي يعاني من آثار جلطة دماغية تعرض لها أواخر عام 2012، وقال عقب الاجتماع إن «الزيارة تأتي لإيلاء التحالف الإستراتيجي بين الأكراد والشيعة اهتماماً أكبر، مثلما كان يؤكد ذلك دائماً الرئيس مام جلال، فالتحالف لتمتين وحدة الصف العراقي جميعاً، وحماية هذا التحالف ستستمر وسيتعمق أكثر». وشدد على «أهمية التسوية الوطنية كخيار أوحد لمصاحبة التقدم الأمني بتقدم على المستوى السياسي وفق مشروع جامع ومطمئن للجميع بموجب الدستور والقوانين النافذة، لأنها تمثل خريطة طريق وتعد نتاج رؤية التحالف وفق قاعدة التنازل للجميع وللعراق»، وحذر من أن «داعش بعد طرده عسكرياً، قد يعود إلى نشاطه عبر خلايا نائمة، ما يتطلب إعداد الخطط السياسية والمجتمعية والأمنية لمواجهة هذا التحدي». وأعلن حزب طالباني أمس أنه سيعقد «السبت المقبل اجتماعاً برئاسة كوسرت رسول علي»، سيتناول نتائج محادثات الحكيم والعمل على بلورة موقف كردي إزاء المشروع. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» أمس أن الطرفين «بحثا اليوم (أمس) في الوضع السياسي في الإقليم، وشددا على حل الخلافات الداخلية قبل الاتفاق على إرسال وفد إلى بغداد». وفي الإطار التقى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم نائبه زعيم ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي «لتبادل الآراء في الوضع السياسي والأمني، والجهود اللازمة لتقوية الصف الوطني والحرب على داعش»، في أعقاب لقاء مماثل مع بارزاني.