في الهلال لا جدوى حاليًا من النقاش حول خيارات وقرارات الإدارة والمدرب في ملف الأجانب ودعم الفريق ببعض العناصر المحلية، ففترة التسجيل انتهت، والتوقف عند هذا الأمر كالبكاء على اللبن المسكوب، وما عاد للهلاليين من خيارٍ سوى منح الثقة كاملة للاعبين المتواجدين في قائمة الفريق، انتهى وقت النقاش والاختلاف والخلاف على الخيارات والقرارات، وبات لزامًا التعامل مع الوضع بمنطقية وواقعية تصب بمصلحة الفريق، وعلى كل هلالي مهمة وواجب، بحسب مكانه وإمكاناته وصلاحياته، وليس في صالح الفريق ظهور أصوات زرقاء مرتفعة تسعى من دون قصدٍ منها للإحباط وغرس روح الانهزامية ورفع الراية باكرًا عبر استحضار شواهد من الماضي القريب ومحاولة استقراء المستقبل القريب منها! هذه الروح التشاؤمية والانهزامية التي يبثها بعض الهلاليين في الجسد الأزرق لن تزيده إلا وهنًا على وهن، ومتى ما تفشت هذه النظرة المتشائمة والثقة المهزوزة وتسربت إلى لاعبي الفريق الأزرق، فستكون الهزيمة مبكرة، وعلى طريقة بيدي لا بيد المنافسين! البحث عن الحلول، وطرح المقترحات، وتعزيز الثقة بالجميع إدارة ولاعبين وجهازا فنيا وإداريا، واستنهاض الهمم، هو الشمعة التي يجب أن يضيئها الهلاليون بدلًا من الاكتفاء بلعن الظلام واستحضار مشاهد وذكريات الخيبة والخذلان، والمراهنة على السقوط من الآن! هناك أخطاء إدارية وفنية ساهمت في أرجحة الفريق وهزه في سباق المنافسة على اللقب المفقود، وهناك تقصير من بعض اللاعبين، وهبوط في مستوى وروح بعض العناصر، لكن البحث عن حلول آنية وعاجلة وفاعلة تنهض بالفريق وتنتشله من حالة الإحباط والتذبذب، وتزرع فيه روح التحدي والقتال خير وأجدى من الاستسلام باكرا، بل والمراهنة على حدوث السقوط قبل حدوثه! على جمهور الهلال أن يقف مع فريقه، وأن يجدد به الثقة، لا خيار له الآن غير ذلك، وإلا فسيكون أحد المساهمين في السقوط، كما أن على الإدارة التحرك بشكل عاجل لإحياء جذوة الروح وعلاج اللاعبين نفسيًا ومعنويًا بكل الطرق الممكنة والحلول التحفيزية المتاحة، كالاقتراب من اللاعبين أكثر، وكسر الجدار العازل بين اللاعبين والجماهير، والاستعانة بأخصائي خبير ومتخصص، كما فعل الأهلي الموسم الماضي، حين تعاقد رئيسه مساعد الزويهري مع الدكتور إبراهيم الصيني، واستطاع بشهادة بعض نجوم الفريق في لعب دور كبير في تفجير قدرات اللاعبين وإعادة تأهيلهم وتهيئتهم نفسيًا، ليحقق الأهلي بطولة الدوري ويكسر عقدة استمرت 34 عاما! حاولوا أن توقدوا الشمعة الزرقاء يا هلاليون، ذلك خيرٌ لكم من أن تلعنوا الظلام!