تحولت الانتخابات فى مصر إلى"بيزنس"كبير لفئات متنوعة من الشعب،وباتت مصدراً للدخل لدى فئات كثيرة ومتنوعة بعضها يحافظ على رواجه والآخر يعيش حالة من الركود،ويرجع ذلك إلى تعدد الانتخابات فى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية حيث شهدت 6 انتخابية ، ومقبلة على استحقاقين انتخابيين آخرين خلال الأشهر القليلة المقبلة هما الرئاسية والبرلمانية. وشهد "بيزنس"الانتخابات في مصر تطورات كثيرة بدخول عناصر جديدة للسوق الانتخابي وتراجع أدوار عناصر أخرى ظلت نشطة خلال العمليات الانتخابية مثل طائفة الخطاطين والبلطجية الذين كانوا يتولون تأمين جولات المرشحين، فيما تزايد دور فئات أخرى مثل "الهتيفة" وشركات الأمن الخاصة التي حلت بديلاً للفتوات ، الذين كانوا يتولون تأمين المرشحين على مدار سنوات كثيرة ، كما انعكس التقدم التكنولوجي على "بيزنس" الانتخابات ،حيث حلت شركات الطباعة الالكترونية" البانرات" وأوراق الدعاية ، بديلاً للخطاطين الذين كانوا عنصراً مهماً فى البيزنس الانتخابى. تزايد نشاط "الهتيفة"فى العمليات الانتخابية ، حيث يتواجدون فى المؤتمرات الانتخابية ، ويمتلكون القدرة على ارتجال الهتافات، وقيادة مجموعة لترديد الهتاف ، ويحصل مثل هذا الشخص على 100 جنيه فى المؤتمر الواحد،فيما تحولت بعض الهتافات إلى أغنيات وطنية عبر تاريخ مصر السياسى أبرزها " ناصر يا حبيب الشعب"، ثم " قول يا سادات... يالى كلامك حكم " ، واثناء حكم " مبارك " رددت الجماهير " اخترناك .. اخترناك " ، كما حفل التاريخ المصري بالعديد من الشخصيات التي قادت الجماهير عبر الهتافات ، أشهرها الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس الذى حجز لنفسه مقعداً دائماً على سلالم نقابة الصحفيين ، وبرفقته "ميكروفون" ، وأيضا وزير القوى العاملة السابق والمناضل العمالي كمال أبو عيطه الذي قاد مئات المظاهرات عبر هتافاته القوية التي كانت صرخة ضد الظلم الواقع على العمال. تراجعت حصة الخطاطين فى "بيزنس" الانتخابات فى مصر خلال السنوات الماضية بسبب التطور التكنولوجى وحلت شركات الطباعة بديلاً للخطاطين الذين تشهد بضاعتهم كساداً غير مسبوق ، حيث اكتسحت الطباعة الالكترونية سوق " اللافتات" بسبب انخفاض أسعارها بالمقارنة بأسعار " اللافتات" المكتوب بخط اليد ، ويسجل سعر متر الطباعة الالكترونية بالألوان 25 جنيها مقابل 200 جنيه للمتر المكتوب بخط اليد ، كما تراجع نشاط "الفتوات" الذين كانوا يتولون حراسة المؤتمرات وخطوط سير المرشحين لصالح تزايد نشاط شركات الحراسة الخاصة ، وتتولى هذه الشركات تأمين وحراسة رجال الأعمال والشركات ونقل الأموال وتأمين المرشحين ، ومنحت وزارة الداخلية المصرية تصريحات بإنشاء أكثر من 150 شركة أمن وحراسة خلال السنوات الماضية.