×
محافظة المدينة المنورة

بنشوة الانتصار الوحدة يستعد للأنصار

صورة الخبر

على الرغم من بلوغ عمر العم ضيف الله سالم العمري أحد أهالي محافظة المخواة 95 سنة، إلى أنه ما يزال حريصًا على مزاولة الحرف اليدوية، متنقلا بها بين أسواق المخواة والباحة، حاملا تاريخًا حافلا من المهن، التي زاولها خلال حياته العملية التي بدأها منذ نعومة أظفاره. وأشار في حديث لـ»المدينة»، إلى أنه ولد بقرية المروة بمحافظة المخواة، ونشأ في رعي الأغنام حتى وصل لـ20 من عمره، ومن ثم اتجه إلى المنطقة الشرقية عبر سيارات قديمة كانت تسمى «اللوري»، مؤكدًا أن السفر عبر الطرق البرية في منتصف القرن الماضي، كان يمثل هاجسًا كبيرًا للمسافرين، لافتًا إلى أن «القهاوي» الموجودة على الطرق كانت بمثابة محطات الطرق الحالية، حيث كانت بسيطة ومبنية من الحجارة والطين وفرشها من الحصير، وبها غرف صغيرة يستأجرها المسافرون بريال واحد، حيث كان لا يوجد بها سوى حصير معد للجلوس والنوم. ولفت إلى أن رحلته من الباحة إلى الشرقية استغرقت عشرة أيام، قائلا: «كنا نسير ليلًا فقط وذلك نظرًا لعدم وجود مكيفات في السيارات وحرارة الشمس الحارقة آنذاك»، لافتًا إلى أن الشوارع كانت تضاء ليلا بالقناديل «الفوانيس». وأشار إلى أنه التحق بشركة أرامكو آنذاك وعمل لحامًا لمدة عامين، براتب يومي يتراوح ما بين 3 إلى 5 ريالات، ومن ثم التحق بالمقاولين الذين يعملون مع شركة أرامكو، مبينًا أنه كان يتقاضى 10 ريالات يوميًا. وأشار إلى أنه توجه بعد ذلك للعمل حمالا في ميناء الدمام، ومن ثم عاد للمخواة وعمل في رعي الأغنام وبيعها مرة أخرى، ثم ترك الرعي نظرًا لتقدم سنه وعدم جدوى رعي الغنم، وامتهن بيع الأدوات البسيطة من الحصير والقطران». وذكر أنه تزوج ثلاث نساء ولديه أولاد، وجميعهم موظفون، مشيرًا إلى أنه فضل البيع والشراء على الجلوس في المنزل، حيث عمل في صناعة الهطفة والمقاش، التي كانت تستخدم في تغطية الرأس للمزارعين، وتصنع من خوص أو ليف النخيل وكانت تنتشر في المناطق الجنوبية. وذكر أن أصحاب بعض المهن كانوا يعتمدون في الماضي على الخوص الذي يجلبه الباعة من تهامة ويصنعون منه بعض أدوات الزراعة كالزنبيل والمذرى والقُفّه والمنثل والحصير والمحصل والمنسف والحداير التي يصنعون منها الأسرّة كذلك الحفص لنقل المحاصيل وبعض الأغراض المنزلية والزراعية ومنها يصنعون الهطفة والتي يستخدمها الفلاحون في مزارعهم. وألمح إلى أنه تعلم طريقة صناعة الحصيرة من خشب الأثل، لافتًا إلى أنه يستخدام الأدوات الخشبية من أجل نسج القطع الخشبية الأثلية في حصيرة، لافتا إلى أنه يذهب لسوق الثلاثاء بالمخواة وسوق الخميس بالباحة لبيع بضاعته، التي لم تجد حاليًا -حسب قوله- رواجًا كبيرًا، سوى من بعض الذين يحبون التراث والاثار أو وضعها كزينة في البيت. المزيد من الصور :