الجزائر: ياسين بودهان أكد أمين عام حركة النهضة محمد ذويبي في حوار خص به «المجلة»، أكد أمين عام حركة النهضة محمد ذويبي أن تحالف الأحزاب الاسلامية لا يقوم فقط على المصلحة الانتخابية, مشيرا إلى كثرة القواسم المشتركة بين الأحزاب المتحالفة. و أضاف ذويبي أن التجربة و المسار تجاوزا على مستوى الفكر ظاهرة الزعامة. و بخصوص مسألة التموقع في الأحزاب و الوجود بمؤسسات الدولة, أكد ذويبي على أن المشكلة لا تكمن بهذه الطموحات و إنما بغياب معايير يفرض على كل من يريد الترشح لمنصب ما توفيرها. وفيما يلي نص الحوار – * بداية سيد ذويبي هناك من يقول بأن تحالف واندماج الأحزاب الإسلامية هي مصلحة انتخابية بامتياز وليست قرارا استراتيجيا وهناك من شكك أصلا في نجاح هذه المشاريع؟ نحن دائما ندعو ونطالب بالقراءة الصحيحة للمشهد السياسي الجزائري، وكذلك الواقع الإقليمي والدولي، ونطالب بعد هذه القراءة وبعد هذا التقييم والفحص أن تكون هناك خطوات سياسية لترتيب البيت الداخلي بشكل سليم، وبشكل طبيعي، وبشكل سياسي بعيدا عن الغلو والتطرف، وبعيدا عن المزايدات وكل المعاني المرتبطة بها. وترتيب البيت الداخلي يمكن من خلاله فقط أن نواجه التحديات التي تواجهنا خلال هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها على جميع الأصعدة، سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني، وكذلك نكسب به الرهانات. الواقع السياسي الجزائري يحتاج إلى ترتيب من طرف السلطة، ويحتاج إلى ترتيب من طرف المعارضة، ونحن بدورنا أردنا أن يكون هذا الترتيب بداية من خلال العائلة السياسية نفسها التي تتقاسم المرجعية نفسها، وتتلاقى في كثير من النقاط الخاصة ببرنامجها، وندعو كذلك السلطة وباقي التشكيلات السياسية إلى ترتيب أمورها، حتى نستطيع أن نرتب الساحة السياسية بشكل سياسي سليم، بعيدا عن حالة الاستقطاب، وبعيدا عن التشتت الحاصل، لأن ضعف الطبقة السياسية هو ضعف للدولة الجزائرية، وقوة الطبقة السياسية هي قوة للدولة الجزائرية. هذا التحالف ليس تحالفا انتخابيا فقط، وإن كانت الانتخابات خطوة في طريقنا، إلا أنه تحالف يدوم ومستمر بشكل تنظيمي ندرسه مع بعضنا البعض، وحين تكون ثمة قواسم مشتركة أو المنطلقات الفكرية والقواسم السياسية موجودة، تصبح القضايا الأخرى المرتبطة بعمليات التنظيم وغيرها من الممكن تجاوزها رغم ما تحتاجه من جهد لكن تصبح سهلة وممكنة. * حالات الانشقاق في الصف الإسلامي ارتبطت غالبًا بظاهرة الزعامة والصراع الحاصل بشأن التموقع في الحزب والحصول على منصب في البرلمان أو الطاقم الحكومي ضمن الحصة التي تمنح للإسلاميين وهذه الأحزاب ينتظرها استحقاق انتخابي في أبريل (نيسان) المقبل ألا تتخوفون من أن يؤثر هذا الاستحقاق على مصير الوحدة؟ فيما يتعلق بظاهرة الزعامات أعتقد أن التجربة والمسار تجاوزا على مستوى الفكر هذه الظاهرة، وأعتقد أن إرساء قواعد العمل على مستوى المؤسسة بات قناعة راسخة لدى الجميع، وهو الأصل ويجعل العمل يستمر، فالكل مقتنع بأن للأشخاص مكانتهم واحترامهم وتقديريهم لكن المؤسسات أولى. أما المسألة المتعلقة بمحاولة التموقع والوجود في مؤسسات الدولة، فنقول إن كل سياسي هدفه الوجود في مؤسسات الدولة، وإلا كيف يتمكن من تطبيق برنامجه الانتخابي أو الحزبي، لكن هناك معايير يجب توفرها فيمن يسعى للترشح إلى هذه المواقع والمناصب، أما التنافس بين الأحزاب السياسية فهذا الأمر طبيعي جدا، ونحن لدينا تجربة من خلال انتخابات 2012 حين شاركنا في الانتخابات التشريعية بقوائم موحدة تضم ثلاثة أحزاب إسلامية في إطار ما سمي بتكتل الجزائر الخضراء، وتجاوزنا كل هذه العقبات، وهذه التجربة هي منطلق لنا. وبالنهاية فإن التشريعات مسألة تنظمها لجان متخصصة تعمل على إيجاد الصيغ القانونية، وتقدم أفضل ما لدى الأحزاب السياسية من كفاءات ومن رجال ونساء. * المعارضة نجحت في لم الشمل من خلال هيئة التنسيق والمعارضة البعض يقول: إن تحالف الإسلاميين في هذا التوقيت هو خروج عن الصف وضرب لجهود المعارضة التي توافقت على خريطة الانتقال الديمقراطي في مؤتمر مزفران1و2؟ لا بالعكس هذه التكتلات هي دائما ضمن مشروع الانتقال الديمقراطي، فلا يمكن تحقيق الانتقال الديمقراطي دون أحزاب قوية، وبالعكس نحن ندعو إلى أن تكون هناك عائلات سياسية متكتلة ومتحالفة حتى نوفر أهم عنصر في معادلة الانتقال الديمقراطي وهو مصداقية هذه الأحزاب في المشهد السياسي الجزائري، فإذا كانت هناك قوة وكانت هناك مصداقية لهذه الأحزاب أعتقد أن الشعب الجزائري سيتفاعل أكثر مع المشهد السياسي، ويثق أكثر في الطبقة السياسية، ويدعم مشروعها لتحقيق الانتقال الديمقراطي السلس البعيد عن العنف والتطرف، ومظاهر التخريب التي أصبحنا نراها بسبب الفراغ السياسي الذي تشهده البلاد، فإذا كان الفضاء السياسي هناك من يشغله أعتقد أن الهدف الأساسي سيتحقق، وهو الحفاظ على سلامة الوطن وبنائه.