أكد وزير الثقافة المصري الدكتور حلمي النمنم لـ رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورفضه شخصيًّا، للتجاوزات التي تحدث من بعض الإعلاميين المصريين تجاه المملكة، موضحًا أنّ ذلك يضر بالأمن القومي المصري، ويُعرّض العلاقات المصرية مع أشقائها وحلفائها للخطر. ووصف الوزير المصري في حواره مع هؤلاء الإعلاميين بـالردَّاحين، وسلوكهم ينمّ عن اُسلوب تربيتهم، مطالبًا بمحاسبتهم وتحويلهم للقضاء ومحاكمتهم. وحول ما إذا كانت هناك ضغوط من منظمات المجتمع المدني على الحكومة المصرية، وهو ما يغل يدها تجاه تجاوزات بعض الإعلاميين، قال الوزير: لا أحد يغل يد الدولة المصرية؛ خاصة إذا كانت تحركاتها تصب في حماية مصالحها، لكن هي في الأول والأخير مسألة سلوك فردي لا نقبله، وأنا من أنصار أن مَن يخطئ عليه أن يحاسب وفق القانون. طلبت الأمن لهذه الصحفية وعن إمكانية تحمّله تبعات تحويل إعلامي إلى القضاء، وتحويل ذلك إلى قضية رأي عام، قال: هذا غير صحيح، ودعني أقُل لك موقفًا حدث معي في 2011، حيث كنت وقتها رئيسًا لمجلس إدارة دار الهلال، وقرأتُ موضوعًا لصحفيّة كانت قد سطت عليه من مادة منشورة سلفًا، فأخبرتها بذلك، فجاء ردها بعنجهية مهددة بأنّ الشارع في ثورة، وأني أصادر رأيها، ومثل هذا الكلام، فحاولت أن أخبرها بأدبيات المهنة، وحينما لم تحترم ذلك طلبت لها الأمن وأخرجتها من المؤسسة ككل، وفي اليوم الثاني جاء رئيس تحريرها مترجيًا تجاوز خطئها. وأضاف: ما أودّ قوله هو أنّ غياب الإدارة الصحفية القوية في عالمنا العربي ابتلانا بجيل من الصحافيين والإعلاميين جميعنا نشكو من كثيرين منهم، نشكو من سلوكهم ومن مهنيتهم في آن واحد، لكن هذه ضريبة الوقت الذي تمر به منطقتنا. موقف الأمير متعب أبكاني وفِي سؤال لـ عن مدى إقبال الشارع المصري على جناح المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أفاد وزير الثقافة المصري: دعني أقُل إنني مرتاح وسعيد بهذه المشاركة في مصر، حيث إنّ الجناح السعودي هو الأكبر على الإطلاق، والدولة المصرية حرصت على أن توفر له كل الإمكانات اللازمة لنجاحه، وكانت هناك حفلة توقيع لعدد من المبدعين والمفكرين السعوديين، وكان هناك تفاعل كبير بينهم وبين الجمهور المصري، وهذا هو الهدف، فالثقافة في أحد تعريفاتها هي فن التواصل والتفاعل المجتمعي. وحول انطباعه عن زيارته للعاصمة الرياض، أوضح أنّ المملكة ليست بعيدة عن قلوب المصريين؛ سواء كانوا في الحكومة أو خارجها، والشعور متبادل، وهذا ما لمسته من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما لمسته من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، فالملك سلمان بن عبدالعزيز هو أحد المحبين، بل العاشقين لمصر، وبدا ذلك في كلامنا وحوارنا، وله في قلب مصر مكانة كبرى. وأضاف: أقول لكم موقفًا لاحظته، وأثّر فيّ كثيرًا من الأمير متعب بن عبدالله، فقبل افتتاح جناح مصر في الجنادرية بساعتين؛ وجدت الأمير يطمئن بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، وحريص على أن تظهر المشاركة المصرية في أفضل حالاتها، وهو موقف أبكاني، وإن دل؛ فإنما يدل على حب هذا الرجل لمصر، وحب القيادة السعودية لمصر، وليس بغريب على أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده ذلك، فمن شابه أباه فما ظلم. جدول الفعاليات المصريّة بالجنادريّة وعن جدول الفعاليات المصرية في الجنادرية، قال الدكتور حلمي النمنم: عندنا مشاركة طوال أيام المهرجان تتمثل في فرق فنية، وشعراء، منهم شعراء النبط في أماكن مثل مطروح، وسيوا، وهو نوع من الشعر حاولنا من خلال المهرجان إبرازه أمام المتلقي في المملكة، خاصة أنه قريب من الشعر النبطي السعودي، بالإضافة إلى ندوات فكرية وثقافية، يشارك فيها عدد من الكُتّاب والباحثين المصريين. ولفت إلى أنّ كل الفعاليات المصرية موجودة، وبدأت بالفعل داخل المهرجان، وعما إذا كانت زيارته على رأس الوفد المصري المشارك في المهرجان بصفة بلاده (ضيف الشرف) سيصحبها توقيع اتفاقيات أو شراكات بين البلدَين، أشار إلى أنّ الاتفاقات تم توقيعها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى القاهرة، وقد تم التوقيع على اتفاقات بعضها يشمل الجانب الثقافي، ووقّع عليها معي وزير الثقافة والإعلام في المملكة الدكتور عادل الطريفي، ونحن نقوم بتنفيذها. وأعرب الدكتور حلمي النمنم لـ عن أمله في أن تكون مشاركة مصر في مهرجان هذا العام بداية لتعاون ثقافي مؤسسي قائم بين المؤسسات، ومستمر طوال العام، وفي مختلف جوانب الحياة الثقافية، لافتًا إلى أن مصر تنظم مهرجان الفنون الشعبية بشكل سنوي في الإسماعيلية، وهو مهرجان دولي تشارك فيه المملكة، وفي المملكة مهرجان الجنادرية، ومصر هي ضيف الشرف هذا العام، ما يعني وجود حراك ثقافي قوي في البلدين. غياب المثقف المصري عن المشهد وحول غياب الكاتب المصري في المشهد الثقافي السعودي قال الدكتور حلمي النمنم: ليس هذا تقصيرًا من المثقفين المصريين، بل هي مشكلة ناشرين، وكان هنا لقاء جمعني باتحاد الناشرين العرب في الإسكندرية قبل شهور، وألقيتُ كلمة الافتتاح، وكانت بمثابة بيان ورسالة للناشرين ترتكز على التأكيد على الاهتمام بصناعة الكتاب العربي، وأنها يجب أن تكون في أفضل وأجود حالاتها، فالكاتب العربي من حقه على الناشر أن يسوّق كتابه ويوزعه جيدًا، وأن يكون هناك عائد للكتاب ليتمكّن من مواصلة الكتابة والإبداع، كما يجب على الناشر حماية حقوق الملكية الفكرية، ولكن الآن البعض يظن أنه بعد نشر كتابه في القاهرة أو الرياض أو الجزائر أو الخرطوم، وبعد بيع عدد من نسخه يركن إلى أنه حقق دخلًا ويكتفي بذلك، لكن هذا خطأ، فجزء من النشر هو إيصال الكتاب العربي إلى كل منطقة في العالم العربي، وألا نجعل الكتاب يقف في عاصمة دون أخرى. وعن موضوع اتفاق الحماية الفكرية، وما إذا كانت مصر موقعة عليها، قال النمنم إنّ مصر من أولى الدول الموقّعة عليها، وحقوق المنتج الثقافي محمية بموجب القانون المصري، مستدركًا أن هذا القانون موقّع عليه من قِبل الحكومة، بمعنى أن هيئة النشر الرسمية، ملزمة بالحفاظ على حقوق المبدع، إنما الأفراد أو الناشرون الصغار هم ليسوا موقعين، ولكن القوانين المحلية تحمي هذه الحقوق. وشدد وزير الثقافة المصري على التزامه الشخصي بحماية حقوق المؤلفين العرب في القاهرة، مؤكدًا أن هذا الحق هو جزء من القانون، وجزء أصيل من عمل وزارة الثقافة المصرية. وعن استقطاب المؤلفين العرب إلى القاهرة بعد غيابهم، اعترض النمنم قائلًا: هناك عدد كبير من المؤلفين العرب تُطبع كُتبهم في القاهرة، وهناك علاقات قديمة بين كثير من المبدعين العرب وكثير من دور النشر المصرية ما زالت قائمة ومستمرة حتى اليوم، مضيفًا في لائحة نشأة وزارة الثقافة المصرية هناك جزء واضح يؤكد أن من مهام الوزارة نشر الثقافة العربية، وبالتالي؛ القاهرة أبوابها مشرعة أمام كل الفكر والثقافة العربية، والقاهرة لم تُغلق أبوابها يومًا ونرحب بكل مثقف عربي. علاقتي وثيقة بالوزير الطريفي وكشف وزير الثقافة المصري عن وجود علاقات بينه وبين عدد كبير من الصحافيين في المملكة، وأنّه تربطه علاقة مع وزير الثقافة والإعلام في المملكة الدكتور عادل الطريفي. وقال: تربطني علاقة وثيقة وقوية مع الدكتور عادل، حيث إننا أبناء مهنة واحدة، فهو كان رئيس تحرير لصحيفة الشرق الأوسط، وقت أن كنتُ رئيس مجلس إدارة دار الهلال، ونلتقي كثيرًا، وآخر لقاء جمعنا كان في تونس منذ شهر تقريبًا.