تناول المشاركون في ندوة مهددات النظام الإقليمي العربي التي أقيمت أول من أمس وأدارها الدكتور زهير فهد الحارثي بقاعة الملك فيصل بفندق الإنتر كونتتنتال، المسببات التي أدت إلى تهديد هذا النظام وما يعزز بناءه بشكل أقوى. فترة فتور أوضح الدكتور عبدالمنعم سعيد من جمهورية مصر العربية، أن النظام الإقليمي العربي مر بفترات من الفتور بعد حرب 1967 ليعاود قيامه بعد عودة مصر للتصالح مع الدول العربية وعودة مقر الجامعة إلى مصر، حيث تكونت منظومة عربية وظهر جليا عملها إبان احتلال العراق للكويت وواجهت هذا الاحتلال بإعادة الشرعية، مشيرا إلى أن إيران نقلت ثورتها بعد أن كانت مقتصرة على دولتها لتنشرها في أكثر من دولة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من المنطقة لمحاولة فرض نفوذها الإقليمي، وإصابة النظام العربي بنقص المناعة بعد ثورات الربيع العربي، وانخفاض أسعار النفط الذي زاد من انكشاف هذه الدول، وكثرة الدول العربية الفاشلة كالعراق وسورية واليمن والصومال التي أصبحت بؤرا للميليشيات مما ساهم في عودة الخلافات العربية العربية. الانقلاب على الشرعية قال الدكتور عبدالعزيز بن صقر، إن الانقلاب على الشرعية باليمن هو ما دعا قوات التحالف العربي للتدخل لإعادة الشرعية وليس لدول الخليج أي مطامع باليمن، إضافة إلى حق المملكة العربية السعودية ودول الخليج في حماية حدودها، وإنهاء مراكز قوة الدول الأخرى المعادية في اليمن، مطالبا بضرورة تطوير إستراتيجية للتعامل مع الواقع الخطير القائم في العراق والمتمثل بالانفلات الأمني، وسيطرة المليشيات والتنظيمات الإرهابية على عدة مناطق عراقية، إضافة إلى اختطاف الدولة لصالح إيران. وبين صقر، أن الصراع مع إيران هو صراع فارسي عربي بغطاء سني شيعي، داعيا إلى منع إيران من امتلاك القدرات النووية والعسكرية إضافة إلى بناء القدرات العسكرية المشتركة لردع أي عدوان، مشيرا إلى أن الوضع الراهن باليمن قد يستمر لأكثر من هذا الوقت ولن ينتهي قريبا، داعيا إلى التعامل باحترام مع الولايات المتحدة الأميركية، وإعادة تقييم العلاقة مع أوروبا، والتأسيس بشكل جيد للعلاقة السياسية مع تركيا. الطائفية لا تبني دولا اختتم الدكتور عبدالحق عزوز من المملكة المغربية الندوة، بتناوله لمثال الاتحاد الأوربي الذي يضم أكثر من 27 دولة وفيها أكثر من 20 لغة، وتقوم على الوحدة النقدية وحرية التجوال بين هذه الدول، ولكن في هذا الاتحاد لحمة جامعة، ولا بد من وجود دول محورية مثل دور ألمانيا وفرنسا المحوري والواضح في احتواء الأزمة الاقتصادية اليونانية، مشيرا إلى أن هذه المقومات مفقودة بين دولنا العربية، وهذا يحدث شرخا كبيرا في جوانب اللحمة الحامية لكل دولة، موضحا أن الطائفية لا تبني دولا وإنما تُنتج حروبا وفئات ضالة، موضحا أن ترميم الأوطان من أصعب المشاكل وأعقدها. أزمات اقتصادية وتحدث الدكتور خالد الرويحي من مملكة البحرين عن النظام الإقليمي العربي وتطوره، مبينا أهم الأزمات العالمية المتوقعة خلال السنوات العشر القادمة وهي أزمات اقتصادية مرتبطة بانخفاض أسعار النفط، مطالبا بالحفاظ على الموارد والاستغلال المستقبلي الأمثل لها، مطالبا الشعوب الخليجية بانتهاج أنماط معيشية جديدة تتماشى مع المتغيرات. وسلط الضوء على النمو الاقتصادي الكبير للصين التي تبوأت مركزا متقدما في العالم دون دخول حروب وإنما بتأسيس اقتصاد قوي وعملاق جعلها تحقق مكاسب تفوق بكثير مكاسب بيع النفط أو المعدات العسكرية، حيث بين أن موقعا إلكترونيا صينيا واحدا زادت مبيعاته في يوم عن 17 مليار دولار، وهذا المبلغ يوازي مبيعات دول الخليج مجتمعة من النفط لمدة أسبوع تقريبا، مطالبا بالنظر في التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتحول مراكز القوى في العالم الجديد.