وجد التحليل المجمع من دراسات سابقة غطت ملايين الأشخاص ـ والذي نشرت نتائجه بمجلة لانسيت لأمراض الدم ـ أن العقاقير الخافضة للكولسترول يمكن أن تمنع الجلطات الوريدية التي تؤدي بحياة كثير من المرضى المقيمين بالمستشفيات لفترات طويلة. وتوصف العقاقير الخافضة للكولسترول للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية، والنوبة القلبية، وتصلب الشرايين، من خلال عملها على تخفيض معدلات الكولسترول السيئ بالدم، وذلك بتقليل إنتاجه في الكبد لتفادي بعض المشاكل الصحية المذكورة والمرتبطة بارتفاعه. ويضيف باحثون ـ من جامعة ليستر وجامعة بريستول ـ قاموا بالدراسة فائدة أخرى إلى تلك الفوائد، وهي أنه يمكن لتلك العقاقير أن تقي مرضى المستشفيات من التعرض للجلطات الوريدية، ويقولون إنه في حالة وجود أبحاث تؤكد ذلك يكون باستطاعتهم إصدار إرشادات حديثة حول مجالات استخدام تلك العقاقير لإضافة وقايتها من الجلطة الوريدية التي تعتبر مهدداً للحياة. وتتجمع الجلطة بالوريد داخل الوريد، وغالباً ما تكون بالساق وتعرض حياة المريض للخطر لإمكانية انتقالها إلى الرئتين. وتعتبر الجلطة الوريدية أيضاً أحد أسباب الإعاقة لكن من الجيد أنها حالة يمكن وقاية مرضى المستشفيات منها عن طريق تلك العقاقير. وقام الباحثون بمحاولة تقييم مدى تأثير عقاقير الكولسترول في الجلطة الوريدية، من خلال دراسات شاملة وتجارب سابقة مشابهة أو متوافقة. وركزت الدراسة الحديثة على بيان العلاقة بين استخدام تلك العقاقير وبين التعرض للجلطة الوريدية بالساق أو الرئة، مع اعتبار عوامل أخرى، مثل العمر، ومنطقة السكن، وعامل خطر الجلطة الوريدية. وبالمقارنة مع غير المستخدمين لعقاقير الكولسترول، وجدت الدراسة أن من يستخدمونها تراجع لديهم خطر التعرض للجلطة الوريدية بنسبة 15-25%. وينبه الباحثون إلى أنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت جميع أنواع تلك العقاقير متساوية في الفعالية، وذلك بسبب محدودية البيانات المستخدمة، كما أن النتائج تتطلب مزيداً من البراهين لتأكيد صحتها.