تبدأ المحكمة الجنائية الكبرى الرابعة في البحرين يوم 28 فبراير (شباط) الحالي النظر في دعوى نيابة الجرائم الإرهابية التي أنجزت التحقيقات في قضية تشكيل خلية إرهابية مكونة من 10 أفراد تلقت تدريبات من الحرس الثوري وحزب الله العراقي لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف أمن المنامة. وصرح أحمد الحمادي، المحامي العام رئيس نيابة الجرائم الإرهابية، بأن 7 من المتهمين محبوسون و3 هاربون خارج البلاد، وأُسندت إليهم تهم تنظيم وإدارة جماعة إرهابية والانضمام إليها وحيازة مواد مفرقعة وأدوات تستخدم في صناعتها وأسلحة نارية، تنفيذًا لأغراض إرهابية والتدريب على استعمال الأسلحة والمفرقعات، وذلك جميعه بقصد ارتكاب جرائم إرهابية في البحرين. وكانت النيابة العامة قد تلقت بلاغًا في يوليو (تموز) الماضي من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، مفاده ضبط جماعة إرهابية، حيث أسفرت التحريات المكثفة عن تجنيد المتهمين من قبل شخص - توفي فيما بعد خلال عام 2014 أثناء وجوده بالعراق - وألف منهم تلك الجماعة بغرض ارتكاب أعمال إرهابية داخل المملكة، وعمل على تأهيلهم عسكريًا بالتنسيق مع جهات خارجية، حيث تمكن من تسفير بعضهم إلى العراق وإيران، إذ تلقوا التدريبات العسكرية في إيران والعراق على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله العراقي على كيفية استعمال الأسلحة والمتفجرات، وفقًا لبيان للنيابة نشرته وكالة الأنباء البحرينية (بنا) أمس. وبعد عودة المتهمين كُلِّفوا بتسلم شحنات مهربة إلى المملكة من الأسلحة والمواد التي تستخدم في صنع المواد المتفجرة بغرض الاستعداد والتجهيز لتنفيذ مخططات الجماعة، وقد تمكن المتهمون بالفعل من تسلم الأسلحة والمواد المتفجرة وأخفوها في مخازن سرية. وبناء على قرارات نيابة الجرائم الإرهابية بالضبط والتفتيش، عثر بمنازل بعض المتهمين وفي مستودع خاص بالجماعة على أسلحة نارية ومواد تستخدم في تصنيع المتفجرات ومعدات وأدوات تستعمل في إعداد وتجهيز العبوات المفرقعة، وكذلك أجهزة تفجير عن بعد بلغ عددها 511 جهازًا، فضلاً عن سيارة كان المتهمون يستخدمونها في نقل تلك المواد والأجهزة. ويشير بيان النيابة، إلى تطابق فحص المواد والأجهزة والمعدات المضبوطة في منازل المتهمين من حيث الوصف والنوع، «كما وجدت بها بصمات لبعضهم، وقد ضبط بحيازة أحد المتهمين تعليمات وشروح مدونة حول كيفية تشكيل التنظيمات والجماعات وإدارتها وطرق تجنيد عناصرها، وتدريبات على الاتصالات السرية فيما بين أفرادها، وعلى بيان لأنواع العبوات المتفجرة وكيفية تصنيعها وطريقة تفجير السيارات والمنشآت». كما كشفت التحقيقات عن اتهام سابق لأحد العناصر الإرهابية في قضية أخرى لتنفيذه عملية إرهابية باستعمال عبوة مفرقعة على شارع الشيخ جابر الأحمد بالقرب من دوار النويدرات، في نهاية يونيو (حزيران) 2016، وأسفر عن مقتل بحرينية، لكن الدعوى في تلك القضية انقضت آنذاك لوفاته، وقال البيان إنه «كان مرتبطًا ببقية المتهمين في نشاطهم الإجرامي، حيث وجدت بصمته الوراثية على أجهزة التفجير عن بعد المضبوطة في هذه القضية».