في عنفوان الطفرة المهولة التي شهدتها المملكة في العقد الأخير، أفرزت الورشة الكبيرة للحراك التنموي في جانبها الآخر مشهداً سلبيا عنوانه التراجع في ضبط أعمال الصيانة في المدن الكبيرة، حتى بدت مدينة كالرياض تتصابى في أحياء وتشيخ في أخرى، فقد أصبحت مشاهد التراجع في أعمال الصيانة ورعاية المرافق العامة سمة في أغلب أحياء العاصمة الرياض جراء تراجع المتابعة من قبل الجهات المعنية مما جعل الحبل على الغارب بالنسبة لكثير من متعهدي الصيانة ومنفذي المشاريع. ويتعدى تأثير التراجع في العناية بالمرافق العامة ما يسببه لسكان الحي من ربكة ومضايقة إلى تشويه المشهد الحضاري للمدينة، وما يعنيه ذلك من عدم قدرة الجهات المعنية على المتابعة والسيطرة على آلة المقاول التي تحدث الفوضى أحياناً كثيرة وتتركها لأشهر دون إكمال ما بدأت به. وتتمحور أبرز مشاهد التشويه التي هي أشبه ببثور في وجه جميلة، في الحفر المنتشرة في الشوارع بشكل لافت، وكذلك عدم تشجير وزراعة بعض الجز وسط الأرصفة، والحواجز الخرسانية التي توضع لمنع السيارات من الوقوف فوق الأرصفة وهو أمر يخص المرور بشكل مباشر. كما أن اللوحات الإرشادية تعاني إعمالاً كبيراً خاصة على الطرق الدائرية والرئيسية، وهي تمثل أبرز الوجه الحضاري لأي مدنية، وتمثل أهمية كبرى لزوار المدينة.