أكد الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق أن أسلوب الممارسة الأميركية القادمة في العلاقات الخارجية ستعكس شخصية الرئيس الأميركي الجديد ترامب التي تحمل قدراً كبيراً من القدرة على المواجهة الصريحة مستدلاً بالقرارات التي أصدرها خلال الأسبوع الأول من دخوله البيت الأبيض . وذكر الدكتور فهمي في ندوة السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط ضمن الندوات الثقافية بمهرجان الجنادرية 31، ان موقف ترامب تجاه العرب كان متباينا منذ مرحلة الحملة الانتخابية، مؤكداً أن الاتصال الذي أجراه بالملك سلمان بن عبدالعزيز اتسم بالايجابية، مبيناً في الوقت ذاته ان ترامب سيحاول الحفاظ على علاقته مع دول الخليج العربي كما أنه لن يبالغ في تقديم الدعم للدول العربية غير الخليجية كمصر والاردن. وبين فهمي أن أول صدامات ترامب كانت مع الصين، موضحاً أن الاتصال بالرئيس التايواني مباشرة بعد انتخابه فاقم المشكلة ووسع الخلاف مما حدا بالصين إلى الاعتراض كونها ترى أن تايوان تبع لها. ترامب و روسيا الدكتور فهمي توقع أن ترامب سيتفاوض مع روسيا لإدارة الأزمات الحاصلة في كل من سورية وأوكرانيا للوصول إلى حل أو توافق أميركي روسي حول تلك الموضوعات وان كان سيتم عبر بعض التناقض في مواقفه كموقفه من إيران. أمـيـركـا لن تـتـخـلـى عـن دول الـخـلـيـج.. وســـتـتــواجد فـي الأزمـــات الـوجــوديـة وأشار إلى أن العدو المشترك بين أطياف الولايات المتحدة المختلفة هو إيران لذا يجب على الدول العربية الاستفادة من ذلك بتفعيل ذلك الخوف ايجابياً بما يخدم مصالحها وعدم ترك الساحة لأطراف أخرى غير إقليمية لتحديد مستقبل المنطقة. ترامب والخليج توقع الدكتور فهمي أنه لن يكون هناك انسحاب أميركي من دول الخليج العربي، داعياً الدول الخليجية أن لا تتوقع من إدارة ترامب نفس الدعم السابق فقد لا تتدخل سوى في الأزمات الوجودية. من جهة أخرى دعا الدكتور عبدالكريم الدخيل إلى ضرورة محاولة استشراف سياسة الرئيس الأميركي نحو المنطقة خلال السنوات القادمة مما سيساعد على فهم العوامل الإستراتيجية طويلة المدى التي ستنتهجها اميركا. اتصال ترامب بالملك سلمان دليل على التقارب واستمرار الشراكة الاستراتيجية بعد الفتور في عهد أوباما وأشار كذلك الدكتور سامي نبيل رئيس مركز المشرق للدراسات الى أن اتصال الرئيس الأميركي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو دليل على استمرار الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين ودليل على تقارب أميركي سعودي بعد أن أصابه الفتور في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وأكد رئيس مركز الكويت للدراسات والبحوث الدكتور سامي الفرج أن الإدارة الأميركية السابقة كانت ضعيفة بشكل جعل دولا مثل روسيا وإيران تنتزع جزءاً من النفوذ الذي تتمتع به، مشيراً إلى أن انتخاب ترامب وعودة ما يسمى بالسياسة الأميركية التقليدية ممثلة في الحزب الجمهوري سيعيد للولايات المتحدة الأميركية مكانتها على خارطة السياسة الدولية. الجلسة ناقشت توجهات أميركا دولياً