قال أبو عبدالرحمن: هل يخفى على ابن الشارع اليوم قدرةُ اليهود بواسطة الموساد وغيرها عل التصفياتِ الجسدية، وقدرتُهم بواسطة المُخابرات والتجسس والإعلام الإرهابيِّ الاحتكاري على التصفيات المعنوية، والتحكمِ في مصير بلدان العالَـم؟!.. ومع هذا الوضوح على ساحَةِ الواقع، وشهاداتِ التاريخِ الموثَّقة: فلا يزال بعضُ من يرون أنفسهم نخبةَ المُثقَّفين يعتقدون خرافةَ الماسونية والبروتوكولات، ويقولون بذكائهم: أعطيتم اليهود أكبر من حجمهم؟!.. وهذا تشرشل أحدُ أقطاب زعماءِ العالَـم في وقته قال في مجلة اللستراتيد صنداي هيرالد في 8-2-1920م كلاماً يستفظِعُ فيه مؤامرةَ اليهود الملاحدة؛ لنسف الحضارة الأوربية، وأنها حركةٌ عالَـمية؛ ولكنه سكت بعد ذلك بقليل إلى أنْ وَقَع في أحضان اليهودية العالَـمَية ومعسكرها؛ وهذه عصبة الأمم التي أرادها رئيس الولايات المتحدة (ويلسون) عام 1920م؛ لتكون فيصلاً في المنازعات والمُعضِلات تتحوَّل إلى وكرٍ صهيوني مهيمن، وتُنْهي ويلسون ودعْوَتَه للسلام. قال أبو عبدالرحمن: التوراة (العهد القديم) مصدرٌ ثانوي للصهيونية؛ ومنه ملتقطاتٌ جعلوها مصدراً للنصارى لتضْليلهم؛ ولكنَّ مصدَر يهود الحقيقيَّ الإرهابيُّ هو الذي قام عليه بناءُ الماسونية والبروتوكولات والصهيونية العالَـمِيَّة.. إنَّه التلمود؛ وهو دين وضعي وليس لاهوتا طبيعيّْاً كما يُدَّعى له في أول أمره، وكنتُ لا أظنه يتجاوز ستةَ مجلدات ترجمها اليهودي (اِسبينوزا)، وإذا به موضوع على مراحل حتى بلغ ستة وثلاثين مجلَّداً مُحاطاً بالكتمان، وليس في العالَم العربي من قرأ منه مجلَّداً واحداً؛ وإنما تُرجم من التلمود شذراتٌ قليلةٌ جدّْاً إلى أنْ صدرتْ ترجمتان كاملتان منذ عامين، ولا أدري مع هذا هل خاصَّةُ مثقَّفِي العرب والمسلمين اطَّلعوا عليه باستيعاب أوْ لاً؟.. ومن نبوآته: أن المسيح [عيسى عليه السلام] يُعيد قضيبَ الْـمُلْكِ إلى دولة الاحتلال؛ فتخدمه الشُّعُوبُ، وتخضع له الممالك؛ وبهذا نرى التضليلَ للولايات المتحدة في الاضطلاع بقيام دولة الاحتلال إسرائيل الذين هم يهود الخزر؛ أي المتهوِّدون مِن غير بني إسرائيل ولا سيما في عهد بوش الصغير.. ولكنهم يحجبون عن أنظار الْـمَسيحيين ما سيكون بعد آخر معركةٍ في العالَـم؛ لأنهم لن يقبلوا من الْـمَسيحيين اعتناقَ اليهودية، ولأنهم يُستأصلون عن وجه الأرض؛ لأنهم متحدِّرون من الشيطان حَسَبَ افترائهم عليهم.. وغاب عن الأنظار كتاب (جاكوببرافمان) الذي صدر عام 1869م؛ وهو من نوع البروتوكولات.. وعلى النُّخَبِيِّيِيْنَ مِن أبناء جلدتنا أن تكون لهم لَفْتَةٌ إلى سيرة اليهوديِّ البرتغالي (يوسف منده) الملقب بالناسي [-1579م] وأثرِه الكبير في ضعف الدولة العثمانية، وقوةِ نفوذِ اليهود بها.. ومثلُه (دزرائيلي بن إسرائيل) [1804- 1881م] الذي تنصَّرَ وبقي على صهيونيته حتى تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا أكثر من مرة. قال أبو عبدالرحمن: إنَّ الواقِعَ العمليَّ والفكريَّ الذي نعيشه اليوم منذ سقوط الشيوعية: برهانٌ قطعيٌّ على العمل الظلامي اليهودي الذي لَـمْ تكنْ نتائجُه هُزْءاً؛ بل أَثْمَرَ وقوعَ كلِّ مُقدَّرات العالَـم في يد اليهود؛ ابتلاء من الله، والله غالب على أمْر عباده، ووعدُه سبحانه أنه لهم بالمرصاد.. إنَّ واقِعَنا العمليَّ اليومَ هو الزحفُ الأمريكيُّ التدميريُّ في شرقنا العربي والإسلامي؛ والمستفيد من ذلك إسرائل (يهود الخزر) وحدهم، ويقود هذا الزحف خرافةٌ يهودية ميتافيزيقية عن دولة عالمية واحدة تبدأ بآخر معركة في العالم (خرافة معركة هرمجدون)؛ وقد بلور الإقناعَ بها (بوش الجد) بما ألَّفه من كتب مصادرها يهودية، وفي بيئةِ ديانةٍ بروستانتية صاغها مفكرون يهود أحلُّوها محلَّ الكاثولوكية والأثوذكسية.. وإلى لقاءٍ في السبتِ القادِم إنْ شاء الله تعالى, والله المُستعانُ.