×
محافظة المنطقة الشرقية

أمر سام بالموافقة على تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الحافلات بمكة المكرمة

صورة الخبر

محمد عريقات (عمّان) «ماما روما»، هو الفيلم الثاني للمخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني، بعد فيلمه «اكاتوني».وفي «ماما روما» يتابع المخرج ما بدأه في فيلمه الأول من اختيار مواضيعه من حياة فقراء الناس الذين يقطنون في أحياء شعبية في ضواحي مدينة روما التي هاجروا إليها من قراهم، بحثاً عن فرصة عمل. علما بأن بازوليني هو كاتب السيناريو لهذا الفيلم الذي عرضته أمس الأول لجنة السينما بمؤسسة عبد الحميد شومان بالعاصمة عمّان. يتتبع الفيلم، الذي تم إنتاجه عام 1962، مصير غانية في خريف عمرها، تلعب دورها الممثلة الإيطالية الشهيرة «آنا مانياني» التي تجسد شخصية غانية محترفة تقطع صلتها بماضيها، وتعيش مع ابنها المراهق «ايتوري» في ضواحي روما الفقيرة، وتسعى لضمان مستقبله، وأن تجد له عملاً لائقاً محترماً. وهي تكسب عيشها من بيع الخضار على عربة متنقلة تجول بها الشوارع، وتتمتع بروح مرحة، ما يجعل الناس يحبونها ويتعاطفون معها، ويطلقون عليها لقب ماما روما. يركز الفيلم بشكل خاص على مصير الابن المراهق ايتوري الذي يكتشف فجأة حقيقة عمل والدته، ويتورط شيئاً فشيئاً في السرقة لينتهي به المطاف في السجن مقيدا من يديه وقدميه يصرخ طالباً الرحمة دونما مجيب. ويستخدم المخرج الموسيقى الكلاسيكية الجنائزية كخلفية لهذا المشهد الأخير في الفيلم، ما يعطي لوضع بطله تأثيراً عاطفياً مميزاً، ويضفي عليه دلالة الشهيد الذي قضى ضحية للفقر والظروف الاجتماعية القاسية. ويتضمن فيلم «ماما روما» مشهداً ليلياً لا ينسى بسبب من شاعريته وعمق العواطف الموجودة فيه وكذلك بسبب من طريقة إخراجه. ففي هذا المشهد نرى ماما روما تسير في الشارع ليلاً، وهي تكلم نفسها بصوت عال ومرح، وتتحدث عن معنى الحب والصداقة وعن قسوة القدر، ويقترب منها على التوالي رجال عابرون ونساء شوارع يخاطبها جميعهم بلقبها ماما روما، يعلقون على حديثها المستمر، ثم يبتعدون واحداً واحداً. ويصور بازوليني هذا المشهد في لقطة متابعة واحدة من بدايته لنهايته. تميزت آنا مانياني في أدائها لدورها في هذا الفيلم بضحكتها العالية وحيويتها الشديدة بحيث أن بعض النقاد اعتبروا أن شخصيتها في الفيلم هي المعادل الأنثوي للشخصية الأدبية الشهيرة، شخصية زوربا بطل رواية زوربا للكاتب اليوناني كازانتاكس.