×
محافظة المنطقة الشرقية

شاهد باغتيال النائب العام: شوفت العربية اللي انفجرت قبلها بيوم

صورة الخبر

كثيرة الأزمات التي صارت تطفو على وجه الأخبار الفنية والإعلامية. ربما كانت تلك الأزمات موجودة في الماضي، ولم نكن نعلم بها كلها في ظل غياب الفيديو الذي يتم تسريبه، واليوتيوب الجاهز لتلقي أي مقطع يصوره الإنسان بهاتفه وينشر الوقائع مباشرة أو بعد حدوثها بدقائق كما الحال اليوم.. لكن المؤكد أن لغة الماضي كانت أفضل بكثير من لغة اليوم سواء تلك التي يتحدث بها الفنانون في الكواليس أم في الظاهر، وتلك التي يتراشق بها الإعلاميون علانية بلا خجل ودون أي اعتبار للجمهور الذي يشاهدهم. الأزمة الأشهر اليوم هي أزمة شيرين عبد الوهاب مع الفيديو الذي تم تسريبه من حفل زفاف الفنانين عمرو يوسف وكنده علوش. أزمة يمكننا تسميتها ب راحت عليه الكلمة التي أثارت كثيراً غضب الفنان عمرو دياب وجمهوره، بعدما ألمحت إليه شيرين وهي تشيد بزميليها محمد حماقي وتامر حسني. من يتمعّن بالفيديو يدرك حقيقة أن شيرين بعفويتها أرادت مجاملة صديقيها، فاعتبرت أن الحاضر والمستقبل لجيلهم (هي وتامر وحماقي)، بينما هو كبر في السن وراحت عليه. أي فنان مكان عمرو دياب سيفخر بأنه كبر في السن، وأنه ليس من جيل حماقي وتامر، لأنه بلا شك سيكون قدوة لهم وملهماً ساروا على دربه فحصدوا نجاحاً حققه من قبلهم وما زال له جمهوره الذي يحبه. وأي فنان مكان شيرين سيشعر بالإحراج عند إعادة رؤية المشهد، ومواجهة جمهوره وجمهور الفنان الذي راحت عليه. وبغض النظر عن موهبة شيرين ودياب، وبغض النظر عن مدى نجاح كل منهما، فإن المعيار هنا هو الكلام المباح. الأزمة تشعّبت أيضاً لتطال الفنانة إليسا، حيث سخرت شيرين منها بشكل مباشر هذه المرة، معتبرة أن حماقي يحب إليسا فأدخلت نفسها في مقارنة مع تلك الفنانة، باعتبارها ناجحة أيضاً ولها جمهورها لكنها طبيعية بلا نفخ. عفوية شيرين شديدة البروز أينما حلّت، حتى في إطلالتها الجديدة حيث تخوض تجربتها الأولى في تقديم البرامج. تتصرف بتلقائية شديدة أمام الكاميرا وخلفها، وكأنها خارج السيطرة. لا تحسب الكلام قبل أن تنطق به، تحب المزاح والسخرية من المواقف، ولا تتوانى عن السخرية من نفسها. كوميدية جداً، ومتهورة أيضاً. في برنامجها استوديو شيري على القناة المصرية الجديدة دي إم سي، تسأل بتلقائية، وتقاطع ضيوفها حينما يخطر ببالها السؤال. تتصرف وكأنها ضيفة لا مذيعة، أو كأنها في جلسة مع أصدقائها، لذلك كلامها يطغى أحياناً كثيرة على كلام ضيوفها. حتى الجمهور في الاستوديو قريب إلى قلبها، تغازله وتتحدث إليه بشيء من المودة. إلى أي مدى مقبولة عفوية الفنان؟ إلى أي مدى يمكن للآخرين سواء فنانون أم جمهور تقبل مزاجيته وتقلباته؟ إلى متى ستبقى شيرين تعرّض نفسها للإحراج ما يضطرها للاعتذار في اليوم التالي؟ أمغفورة كل أخطاء وخطايا الفنان لأنه نجم وصوته جميل؟ المشكلة أن الجمهور يبالغ في رد فعله، ويصير صياداً يتربص بكل كلمة تنطق بها شيرين في أي وقت. ينسى الفنان أحياناً أنه حين يرتضي لنفسه أن يصير نجماً، ويسعى جاهداً لتسلق سلالم الفن والظهور على الشاشة وأمام الناس، أنه صار مسؤولاً عن كل كلمة يقولها وكل شكل يطل به وكل تصرّف يصدر عنه. ينسى أنه هو الذي سعى خلف الجماهيرية، وحين تتحقق له يصير أعلى من الالتفات إلى واجباته تجاهها وتجاه المعجبين به الذين يعتبرونه مثالاً يتشبهون به. ينسى أن ينضج قولاً وفعلاً كما نضجت موهبته الفنية. وشيرين ليست الوحيدة في تلك الأزمات، بل إن كلام إعلاميين مشهورين صار فضائح على الشاشات. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com