اختتم مهرجان "تاريخية ينبع"، فعالياته التي انطلقت في السابع والعشرين من الشهر الماضي، بنجاح باهر بشهادات الزوار والشخصيات البارزة بالمنطقة، التي أشادت بما حققته النسخة الأولى من مهرجان "تاريخية ينبع"، وتركيز فعاليات المهرجان على التراث. وتَضَمّنت فعاليات المهرجان التي دشنها رئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان وأمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان، عروضاً للفِرَق الشعبية والمركاز وسوق الليل للأسر المنتجة والحرفيين، إلى جانب معرض المهرجان الذي يتضمن عدداً من المشاركات المتميزة والملتقى النسائي الذي حَظِيَ هو الآخر باهتمام كبير وإشادات لاستحداثه في مهرجانات ينبع. واختتمت المهرجان بعدد من الفعاليات؛ حيث واصلت خيمة الصقارة عروض الملواح التي جذبت إليها الكثير من الزوار؛ كونها من التراث الذي يخفى على الكثير من الأجيال الجديدة، والذي يتميز به أهل البادية في ينبع وفي الخليج بشكل عام. وأدت فرقة الفنون الشعبية عدداً من الألوان الفنية في ألعاب "العجل" و"السمسمية" و"التعشيرة" والتي حظيت بإقبال وتفاعل كبير من الزوار الذين استمتعوا بالطرب الينبعاوي الأصيل، إلى جانب الألعاب الشعبية القديمة التي أدّتها فرقة متخصصة فيها، وشَمِلت: (لعبة طاق طاقية، ولعبة الدنانة، وشد الحبل، ومسابقة الخياش)، وغيرها من الألعاب التي نالت استحسان الحضور. وفي ساحة المركاز، قدّمت فرقة "الحريف" بقيادة يوسف الشريف، عروضاً متنوعة، رحّب فيها بالزوار من مختلف مناطق المملكة الذين زاروا المهرجان، وسجّلوا أعداداً كبيرة توافدت على المنطقة منذ انطلاقة الفعاليات. وفي الملتقى النسائي، اختُتمت الدورات والورش التي نُظمت خلال أيام الفعاليات، وتضمنت: دورة الإسعافات الأولية، والخط العربي، وورشة الديكوباج، إلى جانب مشاركة عدد من الشاعرات من رواق المدينة قدّموا فيها أمسيات ثقافية وأدبية مميزة. ولم تنقطع الزيارات المتوالية للشخصيات والوفود الأجنبية التي حرصت على الاستمتاع بفعاليات المهرجان؛ حيث زار المهرجان عدد من موظفي شركة أرامكو من مختلف الجنسيات الأوروبية، وأمريكا اللاتينية،؛ والآسيوية، ومن جنوب إفريقيا.. وأبدوا إعجابهم بما شاهدوه لأول مرة من تراث "ينبعيّ" يجسد حياة الآباء والأجداد. ويعتزم فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمحافظة ينبع، تنظيم فعاليات أسبوعية خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ لتنشيط الحركة السياحية بالمحافظة وأحياء المنطقة التاريخية. وعبّر رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان "تاريخية ينبع"، ومدير فرع هيئة السياحة بينبع سامر العنيني، عن سعادته لما حققه من نجاح كبير؛ مشيراً إلى أن هذا الجهد والعمل الكبير لم يكن ليخرج بهذه الصورة لولا الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بهذه المنطقة التاريخية ورؤيته بأهمية إقامة الفعاليات لإحيائها، بالإضافة للجهود الكبيرة من محافظة ينبع بقيادة المهندس مساعد بن يحيى السليم. وأشاد "العنيني" بدور اللجان العاملة في تنظيم الفعاليات وإخراجها بالشكل اللائق بالمحافظة، إلى جانب الأخوات في الملتقى النسائي اللاتي أبهرن الحضور بفعالياتهن المتميزة، وألمح إلى تنظيم مهرجانات أخرى بالمنطقة التاريخية لإحيائها وتنشيط حركة السياحة بالمحافظة.