صدرت الطبعة الجديدة من كتاب «إخوانستان» للزميل محمد مختار، عن دار العصر الجديد، والذي كان قد صدر قبل ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي، والذي تنبأ فيه بسقوط تنظيم الإخوان المسلمين في مصر في عز تواجده في السلطة آنذاك. واختار المؤلف عنوان "إخوانستان" استدعاء منه وربط بين الإخوان والجهاد في أفغانستان وكذلك استدعي المؤلف كلمة قديمة لحسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين في رسالة التعاليم، وتعد من واحدة من أهم المراجع النظرية للتنظيم، حيث يقول البنا لأتباعه في هذه الرسالة: (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم)، وهو نفس المعنى الذي أكد عليه في وقت لاحق المرشد الثاني للتنظيم عندما قال: (أقيموا دولة الاسلام في صدوركم تقم لكم على أرضكم). والمقاربة التي يطرحها الكتاب هنا هي أن تنظيم الإخوان المسلمين يزرع داخل نفوس أتباعه فكرة مؤداها أن أعضاء التنظيم على اختلاف مشاربهم وجنسياتهم، يجب أن يحملوا داخل قلوبهم أن التنظيم هو دولة في حد ذاته وهو دولة عابرة للقوميات والجنسيات. وناقش الكتاب ما توقعه من تفكك للتنظيم على مقدمات وشواهد دلت على أن التنظيم الذي ظل محظورًا في مصر معظم الوقت، لن ينجح في التناغم مع مؤسسات الدولة المصرية التي تشعر نحوه بالارتياب وخاصة المؤسسة العسكرية، مع الأخذ في الاعتبار أن المؤسسات الأمنية المصرية ظلت على الدوام تراقب بارتياب شديد وأحيانًا برفض معلن لنشاط وتحركات التنظيم داخليًا وخارجيًا حتى خلال فترة حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وعرض المؤلف ما توصل إليه بداية التفكك المحتمل للتنظيم في دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت الفكرة السائدة في الأوساط السياسية المصرية هي أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر مدعومة من دول الخليج، بل أن هذه الفكرة السائدة عن دعم خليجي وسعودي بصفة عامة، كانت اتهامًا موجهًا لجماعة الإخوان المسلمين من جانب خصوم الجماعة السياسيين في مصر. وتُناقض فكرة الإخوان حول مفهوم الدولة والوطنية وعلاقتها بالخلافة، إدي لخلق صراع بين الجيش الوطني المستقلة والجماعة عبر تاريخها الطويل، أدى في كل الفترات للصدام بين الجماعة وبين الجيش في كل الأوقات وفي كل البلدان التي شهدت امتدادات للتنظيم خارج مصر، وفي كل الحالات فإن الشعوب في البلدان التي شهدت مثل هذه الصدامات اختارت أن تنحاز لجيوشها الوطنية للحفاظ على كيان الدولة أكثر من الانحياز إلي جماعة او تنظيم حتي ولو كان ديني أو سياسي، وعدم المخاطرة بالقفز في المجهول.