ظهر جلياً أن الإدارة الأمريكية التي يتزعمها الرئيس دونالد ترمب لن تمد مزيداً من حبال الصبر لإيران، التي يبدو أنها اعتبرت «رشاوى» الرئيس السابق باراك أوباما لها للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، ضعفاً أمريكياً لن تفيق واشنطن منه. فقد اتضح للإدارة الأمريكية أن إيران تمارس أنشطة تهدف لزعزعة الاستقرار، وتستهدف حلفاء الولايات المتحدة، وتخالف الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تزويد الميليشيات الانقلابية في اليمن. وعندما بلغ السيل الزبى، إثر محاولة تفجير فرقاطة سعودية على سواحل اليمن، وتجربة صاروخ باليستي يستهدف دول الخليج، لم يكن ممكناً أن تلوذ واشنطن بالصمت، كما كانت الحال إبان إدارة أوباما. ولهذا تحدث مستشار الأمن القومي مايكل فيلين بنبرة قوية، محذراً من أن أمريكا لن تسكت على الأنشطة الإيرانية المشبوهة. وأعقبه الرئيس ترمب بتغريدات ذكّر فيها نظام خامنئي بأن إيران كانت على شفا الانهيار لولا الأموال التي نقلها إليها أوباما، بدعوى أنها أموال إيرانية مجمدة. وتأتي هذه التطورات بعدما أجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وترمب، في اتصالهما الهاتفي السبت الماضي، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في اتصال هاتفي تالٍ، على أنه لا بد من مواجهة الأنشطة التخريبية الإيرانية الرامية لزعزعة استقرار الدول، والتدخل في شؤونها، مباشرة أو من خلال وكلائها وأذنابها. وكان لافتاً أيضاً حديث ترمب، في تغريدة له أمس، عن الهيمنة الإيرانية على العراق التي أكد أنها تتزايد يوماً بعد يوم. وجميعها مؤشرات إلى أن هذا العام سيكون عاماً حاسماً للعبث والتهديدات التي تطلقها إيران التي تتوهم الانضمام إلى النادي النووي، وتحلم بقضم الجزيرة العربية والهلال الخصيب.