في الوقت الذي رصدت فيه "الاقتصادية" عبر جولتها الميدانية في أحد الأحياء القديمة وسط جدة البلد مئات المخالفين من الوافدين رجالا ونساء من مختلف الجنسيات يمارسون البيع الجائل بكل اطمئنان، أكد المقدم عاطي بن عطية القرشي الناطق الإعلامي لشرطة مكة المكرمة أن هناك إعادة ترتيب لاستهداف المناطق التي توجد فيها كثافة من المخالفين من أجل ضبطهم وذلك بالتعاون مع مكتب العمل. ورصدت الجولة مخالفين لنظام العمل والإقامة، إضافة إلى متسللين للمملكة بطرق غير شرعية يمارسون البيع الجائل، وقالت خديجة محمد وهي من إحدى الجنسيات الإفريقية إنها لا تحمل إقامة وإنها تسللت للمملكة بطرق غير شرعية عبر الحدود السعودية اليمنية، مبينة أنها تقوم بييع منتجات نسائية منذ عدة شهور هنا، إلا أنها توقفت في بداية الحملات الأمنية حين كانت مكثفة، ومن ثم عادت لممارسة البيع. ومن داخل هذه الأسواق والبسطات العشوائية رصدت الجولة أن أغلب جنسيات المخالفين والباعة الجائلين هي البنجلادشية والإندونيسية والإفريقية واليمنية وأقلها الباكستانية، حيث إن عددا كبيرا من المخالفين من الجنسيتين الإندونيسية والبنجلادشية هاربون من كفلائهم أو جاءوا عن طريق الزيارة والعمرة. والمخالفون من الجنسيات الإفريقية واليمنية معظمهم تسللوا إلى المملكة عبر الحدود البرية بطرق غير شرعية. باعة مخالفون يفترشون أحد أرصفة جدة. أمين علي، أحد المخالفين من الجنسية اليمنية يبيع بعض الأطعمة المخالفة للاشتراطات الصحية، قال إنه تسلل إلى الحدود السعودية مخالفا للأنظمة قبل ثلاثة أشهر، وإنه قدم من مدينة جيزان إلى جدة مع أحد المواطنين الذي تكفل بنقلهم بعيدا عن أعين الجهات الأمنية، مبينا أنه منذ قدومه وهو يمارس البيع الجائل. وقال لـ "الاقتصادية" المقدم عاطي بن عطية القرشي الناطق الإعلامي لشرطة مكة المكرمة، إن الحملات الأمنية لضبط المخالفين لنظام العمل والإقامة في المملكة لا تزال مستمرة وستظل، مبينا أن هناك إعادة ترتيبات لاستهداف بعض المناطق التي توجد فيها كثافة في أعداد المخالفين في عمليات ضبط المخالفين القادمة بالتعاون مع مكتب العمل. وبشأن الأحداث الأخيرة في مركز الخدمات العامة في الشميسي بداية الشهر الجاري، أكد أنه تم القبض على عدد من مثيري الشغب وجار التحقيق معهم وإحالتهم لهيئة التحقيق والادعاء العام لمحاكمتهم شرعاً، فيما تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تكرار مثل ذلك مستقبلا، كما تم تعجيل إجراء ترحيل الموقوفين كون أغلب أعمال الفوضى التي حدثت سابقا بسبب التأخر في إجراءات السفر والتي تكون بسبب تأخر قنصليات بلدانهم في إصدار وثائق المرور للأشخاص الذين لا يحملون وثائق سفر أو إثباتا. وبيَّن القرشي أن الموقوفين من المخالفين لنظام الإقامة داخل مركز الشميسي تحت الاهتمام من قبل المسؤولين وذلك بتوجيهات من ولاة الأمر، مضيفا أنه تم توفير شركة إعاشة مسؤولة عن الوجبات اليومية حرصاً على تقديم الأفضل للموقوفين وتوافقا مع الدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة. وتشير آخر إحصائيات للحملات الأمنية الميدانية لضبط المخالفين لنظام العمل والإقامة في المملكة، إلى أن عدد من تم ترحيلهم إلى بلدانهم من المخالفين قد بلغ 382035 مخالفا ومخالفة، إضافة إلى 14192 مخالفا ومخالفة لا يزالون في مراكز الإيواء في انتظار استكمال إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم. وتشير الإحصائيات إلى أن حرس الحدود قد ضبط 139834 ألفا قد حاولوا التسلل للأراضي السعودية بطرق غير شرعية منذ بداية الحملات الأمنية لضبط المخالفين في المحرم الماضي.