بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض حظر على دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة تصاعدت الأصوات الاحتجاجية من كبار رجال الأعمال والشركات حول القرار، ولكن بالمقابل، سادت حالة من الصمت بين نظرائهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تقع الدول التي تأثرت بالقرار. الدول المشمولة بالقرار هي العراق وإيران وليبيا والصومال وسوريا والسودان واليمن، وهي دول تقطنها غالبية من المسلمين وتتمتع خمس منها بعضوية الجامعة العربية، ولكن مستويات ردود الفعل على القرار كانت متباينة. ولم تصدر عن معظم حكومات المنطقة مواقف واضحة حيال القضية، كما التزام معظم رجال الأعمال الكبار بالصمت، وقد علق تريتا بارسي، رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، على الوضع القائم بالقول: "بما أن الحكومات لم تتخذ الكثير من المواقف الواضحة فإن رجال الأعمال قد يشعرون بالتردد في إصدار تعليقات تطال الحظر أو مواقف الدول منه." وفي الإطار عينه، قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن لعلوم الاقتصاد: "رجال الأعمال في الشرق الأوسط ليسوا مستقلين بالقدر كنظرائهم في الغرب لأن الكثير من مصالحهم التجارية مرتبط برضا الحكومات في المنطقة. شأن داخلي أمريكي ترامب قال إن قرار حظر دخول مواطني الدول السبع مرتبط بالمصلحة الوطنية الأمريكية، مضيفا أن يحاول حماية المواطنين الأمريكيين من الإرهاب الأجنبي، وقد كانت بعض الحكومات في الشرق الأوسط متفهمة للقضية من باب ارتباطها بالشأن الداخلي الأمريكي. وفي هذا السياق، قال سلمان الأنصاري، رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية، وهي "لوبي" مؤيد للسعودية في الولايات المتحدة: "إصدار قرار بحظر سفر مواطني دول معينة هو شأن داخلي أمريكي ولكل دولة الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات تتعلق بأمنها واستقرارها" وذلك في تعليق لـCNN. مصالح تجارية الولايات المتحدة شريك تجاري رئيسي لدول الخليج، فهي مثلا الشريك الأول للسعودية، ووصلت قيمة تجارة البضائع بين البلدين إلى 31 مليار دولار خلال الأشهر الـ11 الأولى من 2016، ويقول أحمد الإبراهيم، المتخصص في العلاقات الأمريكية السعودية: "رجال الأعمال المسلمون يتفهمون التحديات التي تواجهها أمريكا وليس هناك ما يسعهم فعله سوى محاولة إيصال أصواتهم عبر شركائهم في أمريكا." العراق هو الشريك التجاري الأكبر لأمريكا بين الدول المتأثرة بالحظر، وقد قللت حكومته بدورها من أهمية الخطوة الأمريكية، إذ قال رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إن حكومته لن ترد على القرار بالمثل، ولكنها "تدرس كل الخيارات". وقد علق جرجس بالقول إن الحكومات في المنطقة "لا تريد استفزاز إدارة ترامب لأن لديها الكثير من الاستثمارات في القطاعات المالية الأمريكية." وتشير البيانات الرسمية إلى أن السعودية تمتلك بمفردها أكثر من 116.8 مليار دولار على شكل سندات دين حكومية أمريكية. الانقسامات الإقليمية بعض الدول قد ترحب ضمنيا بضم إيران إلى قائمة الدول المشمولة بقرار الحظر. المملكة العربية السعودية وإيران مثلا كانتا على خلاف خلال الأعوام الماضية وقد مرت علاقتهما بتوترات كثيرة وصلت حد قطع الصلات الدبلوماسية بينهما العام الماضي. كما كان لدول خليجية أخرى مواقف منتقدة للاتفاقية التي وقعتها إيران مع الدول الكبرى حول ملفها النووي، والتي أدت إلى تقوية العلاقات بين طهران وواشنطن خلال حقبة الرئيس باراك أوباما، وهو ما يوضحه بارسي بالقول: "العديد من دول الخليج لديها قلق حيال إيران وهي لذلك ظلت صامتة حيال القضية على أمل أن يكون الحظر مؤشرا لتعامل قاس مع طهران من قبل إدارة ترامب" على حد تعبيره.