×
محافظة الجوف

45 لوحة أثرية تجذب الزوار إلى مخيم شبابنا

صورة الخبر

حين تتابع نشرة الأخبار هذه الأيام وما يحدث من اضطرابات بالعالم، وكنت قد قرأت رواية «الجريمة والعقاب» التي ألفها الروسي «ديستوفسكي» 1866م، ستحضر ذاكرتك حلم بطل الرواية «راسكولينكوف»، إذ حلم بطفيليات جاءت من الفضاء لتسكن أجسام البشر، فأصبحوا مجانين ومسعورين، لكنهم يعدون أنفسهم أذكياء، ومعصومين ومبرأون من الخطأ في أحكامهم وتفسيراتهم ومبائدهم الأخلاقية، وكل منهم يؤمن بأنه يمتلك الحقيقة. فيصبح الناس غير قادرين على تحديد ما ينبغي أن يعد شرا وما ينبغي أن يعد خيرا، ويقتل بعضهم بعضا تحت سيطرة بغض وكره لا يفهم. ويخلص الحلم إلى أن الرعب يصيب الجميع، وأن ما من أحد يتفق مع أحد، بعد أن شكلوا جماعات للعمل المشترك، متعاهدون بأغلظ الإيمان على ألا يفترقوا قط، لكنهم ما يلبثوا أن يشرعوا في شيء لا يمت بصلة إلى ما عقدوا النية عليه، فيتراشقون بالتهم، وتشتعل الحرائق وتمتلئ الأرض بالجماجم والدماء، ويدمر كل شيء، وجميع الناس تقريبا يهلكون دون أن يعرفوا لماذا؟ مات «ديستوفسكي» عام 1881م، دون أن يرى نبوأته أو حلم بطله يتحقق في الحرب العالمية الأولى والثانية، ودون أن يعرف أن ما حدث ليس بسبب الطفيليات الفضائية، بل الأزمات الاقتصادية التي تدفع البشر للتطرف والانغلاق على القوميات، كما يحدث في أوروبا الآن إذ بدأت الأحزاب المتطرفة تصعد بالانتخابات، للعبها على الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وأن على الدول ألا تبذر أموالها على الأجانب وألا تمنح جنسيتها للعرب والأفارقة والآسيويين. هي أيضا ـ أي الأزمة الاقتصادية ـ جعلت «بوتين» يبتلع جزءا من أوكرانيا، لمعرفته أن الغرب وبسبب الأزمة الاقتصادية لن يتحرك، كما فعل هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية حين ابتلع بولندا. في الشرق مازال الدين يستغل بسبب الأزمات الاقتصادية، فتشاهد الجنون بعينيه، محاربون يحملون أسلحة بمليارات الدولارات وملابسهم مهترئة وحفاة وأميون، فيما شيخهم يسكن القصور. ويبقى السؤال: هل العالم وبسبب أزماته الاقتصادية وأطماع الأقليات متجه للانتحار؟ للأسف المؤشرات تؤكد أن العالم يقف على لغم اسمه «عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية»، هذا اللغم يحرك الشعوب الفقيرة للثورة والتحطيم، ثم ينقسم قادتهم وبسبب أطماعهم على تفسير «عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية»، وهل يعني هذا أن يتحقق الشعار لفئة فيما الفئة الأخرى تستحق الموت؟