×
محافظة المنطقة الشرقية

توقف في البحرين لتتسوق مع «طيران الخليج»

صورة الخبر

كثر هم أولئك الذين يجعلون حياتهم هي آخر مخططاتهم، ويذوبون مع الحياة اليومية وشواغلها، التي في العادة تكون ملحة وغير مهمة، تاركين الظروف تتحكم بهم وبأوقاتهم وأفعالهم وردود فعلهم، وقد يدركون أن أيامهم وسنينهم قد انسابت من بين أيديهم حين تأتي لحظة الموت، فلكل شيء نهاية، وكل عاقل يدرك ذلك، ولكن ما فائدة العلم دون عمل؟ وما فائدة الحياة دون هدف؟ وما فائدة الهدف إن لم نرَه يتحقق على أرض الواقع؟ كثير منا يقضي أوقاتاً ليست بالقصيرة يخطط لقضاء إجازته، فيبدأ بالتخطيط لها من الألف إلى الياء، محاولاً عدم نسيان أي شيء من شأنه أن ينغص أو يقلل من حجم سعادته في هذه الرحلة التي دفع عليها من ماله وجهده ووقته، ولا يرضى بأقل مما خطط ودفع، لكن كم منا يحيا مخطِّطاً بنفس الأسلوب والتحفيز والنشاط لحياته؟! كم منا جعل من حياته الرحلة الأساسية التي يريد التخطيط لها والاستمتاع بها وعدم التنازل عن رؤية أهدافه تتحقق على أرض الواقع، مصرّاً على أهدافه لا تتغير وجهته نحو تحقيقها وإن شاكسته الظروف، جاعلاً نصب عينيه هدف لا يتغير ولا يتحول عنه طالما هو مقتنع به! كم منا جلس وأمسك بورقة وقلم كما يفعل حين يخطط لقضاء رحلة وبدأ يكتب أهدافه وسبل تحقيقها ويناقش أفكاره على الورق كما يناقش مخططاته ومصاريفه والأماكن التي سيزورها والأطعمة التي سيتناولها، وغيرها من الأمور ليضمن قضاء إجازة سعيدة إلى أقصى درجة في رحلته؟! أليست رحلة حياتنا هي الأهم؟ أليست هي الأجدر باستحقاق مجهودنا وأوقاتنا وصحتنا للتخطيط لها والعيش فيها بهناء وتوافق مع النفس وراحة البال؟ أليست رحلة حياتنا هي الرحلة الحقيقية من بين جميع الرحلات الأخرى؟ أليست هي حياتنا الحقيقية التي إن سعدنا بها سعدنا بكل شيء غيرها، وعلى العكس من ذلك، فإن تعسنا بها كانت هي عنواناً لجميع رحلاتنا، وإن كان الظاهر عكس ذلك؟ قالوا: لكل مجتهد نصيب، وأنا أقول: النصيب الحقيقي لا يأتي لأي مجتهد، فالاجتهاد له شروطه كي يعتبر اجتهاداً، ولطالما اجتمع الجهد مع الإيمان والصحة، فلا بد للجهد أن يثمر، ولا بد للحياة أن تصبح أروع وأمتع، ولا بد للأهداف أن تُروى وتثمر في أرض الواقع، ولا بد لنا أن نفهم عندها أنّا يقيناً نحيا لغاية، وليس فقط لنعيش. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.