×
محافظة المنطقة الشرقية

مدني بقيق وإطفاء أرامكو يناقشان التدريب على التدخل المبكر

صورة الخبر

مؤتمر الفضاء العالمي، الذي نظمته وكالة الإمارات للفضاء، على ضرورة إلهام قطاع الفضاء العالمي للاستمرار في الابتكار ورفع مستويات التعاون المشترك، وذلك مع تقديم أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والروبوتات. العرب [نُشرفي2017/02/02، العدد: 10531، ص(7)] طريق المستقبل أبوظبي - لم يعد ما وراء الغلاف الجوي للأرض لغزا محيرا ومكانا نائيا لا يمكن أن يصل إليه إلا رواد وكالات الفضاء الدولية، بل تحول إلى فضاء مغر للاستثمار والاستكشاف والاستيطان أيضا؛ الأمر الذي يحوله إلى ساحة للتنافس الدولي، فيما يؤكد المتابعون أن الاستثمار في المستقبل أصبح مرتبطا بشكل كبير بالاستثمار في صناعة الفضاء وتطوير علومه. رقمنة الصناعات الفضائية لم يعد الفضاء عالما خاصا بالسوفييت/الروس أو الأميركيين ولم تعد المنافسة مقتصرة على بروز الآسيويين كمنافس قوي لكل من روسيا وأميركا في استكشاف الفضاء، بل دخلت مجموعات ودول كثيرة من أجل حيازة مقعد في هذا المجال المستقبلي الحيوي، الذي أصبح يوفر أيضا أرضية عسكرية وتجارية هامة نتائجها ستظهر بعد أعوام من الآن. من هذه الدول دولة الإمارات العربية المتحدة التي اختارت أن تكون مرحلة ما بعد النفط أكثر تنوعا وأمانا وتماشيا مع التطورات الحاصلة على المستوى الدولي وعلى مستوى مستقبل الشعوب عموما. ومثلما استثمرت أبوظبي في مجال الطاقة النظيفة واختارت أن توظف عائدات النفط في مشاريع ثقافية وفنية رائدة، غيرت الصورة التقليدية المعروفة عن الدول النفطية الخليجية، اختارت أيضا أن تكسر احتكار الغرب للفضاء. وتأكيدا على جدية هذا الطرح أنشأت وكالة الفضاء الإماراتية التي من بين أبرز وأكبر مشاريعها مشروع إرسال أول مسبار عربي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل إلى الكوكب الأحمر خلال السنوات السبع القادمة، وتحديدا في العام 2021، وهو العام الذي يصادف الذكرى الخمسين لقيام دولة الاتحاد. أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة، عند إطلاق الوكالة في سنة 2014، أن “الوصـــول إلى المريـــخ هو تحـــد كبيـــر”، مشيرا إلى أن “الاســـتثمارات الوطنية الحاليـــة فـــي الصناعـــات والمشـــاريع المرتبطـــة بتكنولوجيـــا الفضاء تتجاوز 20 مليار درهم (5.5 مليار دولار)”. ومنذ تأسيسها نجحت وكالة الإمارات للفضاء في ألا تكون مجرد تسجيل حضور في سماء وكالات الفضاء الدولية والعربية بل حرصت على نشر ثقافة علوم الفضاء والتأكيد على أهميتها، من ذلك مؤتمر الفضاء العالمي الذي تحتضنه جزيرة السعديات في أبوظبي منذ 31 يناير الماضي، يسلط فيه أكثر من 600 مشارك من الخبراء والمتخصصين الضوء على أهمية الاستثمار في مجال صناعة الفضاء. قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع اللبنة الأساسية التي ستوفر البيئة المستقرة والمستدامة مما يجعل لها كبير الأثر في تعزيز الابتكار في الفضاء وتطوير الاستكشاف الفضائي، وهو ما أكّده خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، مشيرا إلى أن مؤتمر الفضاء العالمي تجمع استراتيجي يأمل أن تدعم مخرجاته الأسواق الناشئة في قطاع التكنولوجيا بما يحقق أمن أجيال المستقبل. وقال روبرت س. هاروارد، المدير التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن في دولة الإمارات، “مؤتمر الفضاء العالمي تتويج لرؤية دولة الإمارات للتعاون المستقبلي والتزامها بتطوير قطاع الفضاء في منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم”. اليوم، هناك عدد متزايد من البلدان لديها عمليات فضائية نشطة ومزدهرة، مستفيدة في هذا السياق من تطور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي. وتحدث عن ذلك لوران جافرت، نائب الرئيس ورئيس البرامج المستقبلية في شركة “إيرباص”، مركزا على أبحاث دمج التكنولوجيا مع الروبوتات وعملية إعادة تزويد الأقمار الصناعية بالطاقة. ومشاريع التطوير والأبحاث ستسمح بهذه العملية بحلول 2020. كما أكد لوران على أن تطبيقات مراقبة الأرض ستستمر في التطور، وسيلعب الذكاء الاصطناعي دورا في قطاع الفضاء. الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: الاســـتثمارات الوطنية فـــي تكنولوجيـــا الفضاء تتجاوز 20 مليار درهم وأكد على ذلك أيضا نيكولاس تشاموسي، نائب الرئيس التنفيذي لأنظمة الفضاء في شركة إيرباص للدفاع والفضاء، قائلا “توفر التكنولوجيا الجديدة والمبتكرة مثل الحمولات المرنة ويوتلسات كوانتوم، والصواريخ القابلة لإعادة الإطلاق، أو عمليات تطوير الإنتاج فرصا كبيرة لتخفيض التكلفة وزيادة القيمة للمستهلكين، حيث أنها تحدد مستقبل التقنيات الفضائية”. تســـتأثر الولايـــات المتحـــدة الأميركيـــة بحوالي 50 بالمئة من الأقمار الصناعية، بينما تمتلك روسيا حوالي 10 بالمئة وأوروبا حوالي 5 بالمئة، ثم الصـــين واليابان حوالي 4 بالمئة، فضلا عـــن كون الهند والبرازيـــل والأرجنتين وإســـرائيل تمتلك كلها حوالـــي 4 بالمئة، أما على مســـتوى الأقمار العســـكرية فنجـــد أن الولايات المتحـــدة تمتلك حوالي 64 بالمئة وروســـيا أكثر مـــن 23 بالمئة، ثم أوروبا بحوالـــي 6 بالمئـــة، والصـــين 4 بالمئـــة. العرب وعلوم الفضاء في الســـنوات الأخيرة بـــدأت الدول العربية تعمـــل على خلـــق مكانة لها في هـــذا النادي، لكـــن خطاهـــا لا تـــزال بطيئة حيـــث أن أغلب الأقمار العربية هي صناعة أجنبية ولأغراض تجارية. ومع تسارع الخطوات في مجال امتلاك تكنولوجيا الفضاء أكد المشاركون في جلسة قادة الوكالات والهيئات العربية في مؤتمر الفضاء العالمي على ضرورة تطوير كافة أشكال التعاون بين الدول والهيئات والمؤسسات ذات الصلة بقطاع الفضاء العربي، بهدف تطوير المقدرات الفضائية العربية على مختلف الأصعدة. وقال محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن هنالك توجها في العالم العربي نحو قطاع الفضاء وزيادة مستوى التعاون الإقليمي، ولذلك من الضروري البحث عن طرق جديدة لتطوير أشكال هذا التعاون، مشيرا إلى أن المنطقة تتمتع بتراث عريق في مجالات الفضاء والنجوم والعلوم، حيث تعود مساهمات العلماء العرب في مجالات العلوم والتكنولوجيا إلى القرنين التاسع والعاشر، مؤكدا أن مستقبل النشاطات الفضائية سيساهم في نمو المنطقة واستقرارها. وبين المشاركون في الجلسة التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية في مجال الفضاء، وهي: التمويل وضعف الإدراك العام لأهمية القطاع ومتطلبات بناء الكوادر البشرية ونقل المعرفة والتعاون على المستوى الإقليمي. وأشار محمد أحمد العامر إلى أهمية التعاون الإقليمي في معالجة قضايا التكلفة العالية التي تواجه القطاع وفي معالجة قضايا التوعية بأهميته، حيث يمكن القيام بذلك من خلال التعليم في المدارس والجامعات. على الرغم من أن التعاون الدولي يعتبر أمرا أساسيا في الوقت الراهن ضمن قطاع الفضاء، فإن التعاون الإقليمي لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. وقال سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، إنه يمكن للجامعات أن تلعب دورا كبيرا في تطوير الكوادر الضرورية لتطوير قطاع الفضاء، حيث شهدت الأعوام الأربعة الماضية تزايد التعاون بين الجامعات، فمثلا بدأت مؤسسات مثل جامعة الإمارات والجامعة الأميركية في الشارقة ومعهد مصدر بتطوير برامج فضائية خاصة بها، مضيفا أن عدد المهندسين المواطنين العاملين على مشروع “خليفة سات” الذي من المخطط إطلاقه في العام 2018 وصل إلى مئة مهندس. وقال محمود حسين، نائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، إن مصر تركز في الوقت الراهن على برامج تصنيع الأقمار الصناعية التي تتطلب حوالي ألف مهندس، حيث من المتوقع أن يبدأ التصنيع في العام 2030. انتقـــل العالم بسرعة من صناعة القمر الاصطناعي إلى صعود الإنســـان فـــوق القمر، ثم إلى إرســـال أول إنســـان آلي على ســـطح كوكب المريخ، والتفكير في استيطانه، فضلا عن كون غزو الفضاء ســـاعد في تطوير تقنيات الاستشعار والتحكـــم عن بعـــد ومراقبة الكوكب ومســـح خرائطي للكرة الأرضية أكثر دقة وتطوير نظام الملاحة وتحديد المواقع العالمية، مما يجعل من تكنولوجيا الفضاء صناعة المستقبل القادمة؛ ونظـــرا لهـــذا التطـــور المطـــرد يجب على العـــرب أن يكونوا جزءا فاعلا ومؤثرا في هذه المنظومة، لا طرفا مســـتهلكا فقط. :: اقرأ أيضاً تحالف أميركا-أوروبا لم يعد ينظر إلى العالم من العدسة نفسها تغييرات على ضفاف إيست ريفر.. الآذان المترصدة لمكالمات الرئيس في مصر: خلل أمني أم لعبة استخباراتية