الدمام ـ الساحل الشرقي من الأسرار التي يُخبّئها الصيادون سرُّ «التحييل»، ويقصدون بذلك بقاء الأسماك في قفص الصيد «القرقور» أياماً في قاع البحر دون طعام بعد نفاد الطُّعوم. في الأصل يضع الصيادون أقفاصهم وداخلها طعوم، وبعد يوم كاملٍ يأتون لأخذها وقد اصطادت السمك. لكنهم قد يتأخرون عنها بسبب ارتفاع الموج، أو التيه عن الموقع. وحين يأتون إليها تكون الأسماك قد تأثّرت بالجوع وأصابها الهزال. ويسمّون ذلك «حِيّالْ» أو «تحييلْ» أو «امْحيِّلْ»، وخبراء الأسماك يعرفون السر، فالسمكة «الحِيّال» تبدو ليّنةً جداً وغير متماسكة اللحم. وغير العارفين يظنّون ذلك من الطراوة. والصيّادون لا يأخذون الأسماك «حِيّالْ» إلى بيوتهم، بل يبيعونها على ما فيها من عيب. كلمة «تحييل» أو «حيّال» ذات جذر فصيحٍ، فهي «التحجيل»، بالجيم، ومعناها الإدخال في الحَجَلة وهي قُبة العروس. و«قرقور» الصيد يُشبه القبة كثيراً. وقد يكون معناها من القيد، والسمك المحبوس في القفص مُقيَّد أصلاً. [لسان العرب: حجل، القاموس المحيط: الحجل، الصحاح في اللغة: حجل].