بعد الهجوم الدموي على مسجد بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك الأحد الماضي قتل فيه ستة أشخاص، توجهت الأنظار إلى محطات الإذاعية التي تستخدم خطابا شعبويا في إذكاء مشاعر السخط على المسلمين. وظل مذيع بمحطة محلية بكيبيك "أف أم 93" يردد على مستمعيه أن رجلين مثلمين يهتفان "الله أكبر" هم نفذا الهجوم على المسجد، وتساءل سيلفان بوشار، فهل هذا رهاب الإسلام أم اعتداء من جانب إسلاميين؟ ويعتقد أفراد من الجالية الإسلامية في المدينة أن الآراء المطروحة في الإذاعات التي اشتهرت على المستوى الشعبي باسم "راديو دلاء القمامة" تشجع الآراء المتطرفة في إقليم كيبيك الذي واجه صعوبات في بعض الأحيان في التكيف مع الهجرة. إذاعات دلاء القمامة وشهدإقليم كيبيكزيادة مطردة في الجماعات اليمينية المتشددة خاصة بعد الجدل الحاد عام 2007 حول المدى الذي يجب أن يذهب إليه الإقليم في الترحيب بالمهاجرين فيما سمي بـ "التكيف المعقول". وكشف في العام الماضي بالإقليم نفسه عن مشروع قانون لمنع تغطية الوجه في القطاع العام، الأمر الذي قوبل بالانتقاد باعتباره تهميشا للمرأة المسلمة واحتمال إذكائه للمشاعر المعادية للمهاجرين. 5302704776001 f50fbf6f-bf20-4435-9957-fee95cc426ac 96c87d06-6999-4b3e-9b1f-52f84c9a146a video هذا المناخ غير الصحينحو المهاجرين غذته إذاعات "دلاء القمامة" حسب الكاتبة ميشيل أويميه، وقالت "يمكنك أن تقول فيها (الإذاعات) أي شيء ويتقيأ المذيعون فيها على المسلمين واليهود باختصار على كل من ليس منا بل منهم". رئيس وزراء كيبيك فيليب كويار رفض أمس الثلاثاء الرد مباشرة عندما سأله صحفي عما إذا كانت المحطات الإذاعية تتحمل جانبا من المسؤولية فيما حصل من عنف ضد المسجد، وقال "الكلام مهم، الكلام المكتوب والكلام المنطوق، الناس تحتاج للتفكير بروية في ذلك". لكن الرجل التقى زعماء الجالية المسلمة في اليوم الموالي للهجوم الإرهابي على المسجد وقال "أريد أن أقول بضع كلمات لمواطنينا المسلمين في كيبيك، نحن معكم، أنتم في وطنكم ومرحب بكم في وطنكم، نحن جميعا أبناء كيبيك". واعترف كويار بأن مجتمع كيبيك ليس مثاليا، وقال "العنصرية والخوف من الأجانب والإقصاء موجودة هنا، وعلينا أن نسلم بذلك ونعمل معا على تسليط الضوء على المسار الذي نريده لمجتمعنا". وفي السياق نفسه، قال الوزير في الحكومة المحلية فرانسوا بليه للصحفيين إن أهل كيبيك الأصليين في المنطقة لا يعرفون حتى الآن ما يكفي عن الجالية المسلمة، وأضاف "سنركز على تنظيم أنشطة لتعزيز التقارب". تمدد اليمين المتطرف وتنشط في كيبيك جماعات يمينية متطرفة، تتوسع أنشطتها باطراد من الحوارات عبر الإنترنت إلى تنظيم الاحتجاجات، ومنها جماعة جنود أوين المناهضة للمهاجرين التي تأسست في فنلندا عام 2015، حيث يجوب أعضاؤها شوارع كيبيك بانتظام منذ أوائل العام الماضي. وقال أستاذ الشؤون العامة بجامعة كونكورديا في مونتريال الشاذلي بلخوجة "ثمة ثقافة سرية من الجماعات اليمينية الصغيرة في كيبيك" وأضاف أن هذه الجماعات "تشعر بأن قيمها مهددة بالمهاجرين وبقبول النخبة السياسية من الاتجاه الغالب للمزيد من المهاجرين"، وأكثر من ذلك غير بعض المتطرفين رأيهم كما حصل مع ماتيو فيزيه أحد أبناء الإقليم الذي تحول من داعية للنازية الجديدة إلى أحد خصوم اليمين المتطرف.