أكد وزير العدل الإيراني أن حكومته مستعدة للتعاون مع السلطة القضائية إذا تم فتح تحقيق مع حسين فريدون شقيق رئيس الجمهورية حسن روحاني، مستشاره الأعلى بشأن علاقته بالفساد. وقبل ذلك، لم ينفِ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد نوبخت، علاقة فريدون بالملياردير الإيراني المحكوم بالإعدام بابك زنجاني وأمين سره دانيالي زاده. وعندما وجّه مراسل يعمل في صحيفة محافظة، خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، إلى نوبخت سؤالاً عن الشائعات التي نشرها نواب ووسائل إعلام محافظة عن فريدون وعلاقته بالفساد، قال إن «البلاد فيها سلطة قضائية مستقلة تتابع هذه الأمور بدقة، ولننتظر رأيها حول هذا الموضوع». ورغم إصرار الصحافيين، غيّر المتحدث الموضوع، رافضاً الإدلاء بأي تصريح بهذا الشأن. ووجهت دوائر المحافظين اتهامات لفريدون بأنه تلقى أموالاً طائلة من دانيالي زاده، مقابل ضغطه على مديري المصارف ليعطوا الأخير قروضاً كبيرة من دون ضمانات تذكر. وكثرت الشائعات عن اعتقال فريدون، الذي شارك في المفاوضات النووية نيابة عن روحاني، لكن نوبخت نفى ذلك، عازياً غيابه عن الساحة الإعلامية إلى وعكة صحية ألمت به. وكانت إحدى التهم تشير إلى أن دانيالي، الذي يملك معامل فولاذ شمال إيران، أهدى إلى فريدون منزلاً شمال طهران تصل قيمته إلى ما يعادل خمسة ملايين دولار، وقيّده باسم زوجته. وبعد ذلك بأيام استطاع دانيالي الحصول على قرض يزيد على مئة مليون دولار، وآخر يساوي 400 مليون درهم إماراتي من أحد فروع مصرف «ملت»، دون ضمانات، وبفوائد تصل إلى الصفر تقريباً، ثم سحب شيكاً بمبلغ يوازي مئة ألف دولار لتغطية تكاليف مراسم عزاء والدة مدير المصرف. وكان المتحدث باسم السلطة القضائية غلام أجائي قد صرح منذ نحو شهر تقريباً بأن زنجاني أقر بأنه دفع قسماً من المبالغ التي يتهم باختلاسها وعدم إعادتها إلى البلاد لتغطية حملة الرئيس روحاني الانتخابية، وقدر هذا المبلغ الذي تم دفعه إلى حسين فريدون بـ40 إلى 50 مليون دولار. وتمكنت القوى الأمنية من اعتقال دانيالي بمساعدة «الإنتربول» في إحدى دول أميركا الوسطى (لم يتم إعلان اسمها) قبل نحو عشرة أيام حيث كان هارباً منذ أشهر. وقدم محامي زنجاني المحكوم بالإعدام طلباً لإيقاف تنفيذ الحكم حتى إتمام التحقيق مع دانيالي، إذ إن الأخير يعد مخزن أسرار موكله، وباستطاعته فك عقد كثيرة في ملف محاكمته، وتغيير مجراها. يذكر أن الاسم الأصلي لعائلة الرئيس حسن روحاني هو فريدون، لكنه غيّره بعد الثورة، لأن فريدون هو اسم إيراني فارسي أصيل يعود إلى أساطير «الشاهنامة» الفارسية وليس اسماً إسلامياً، أما شقيقه حسين ففضل الاحتفاظ بهذا الاسم. وحتى العام المنصرم كان حسين فريدون يعد أقوى رجال حكومة روحاني وأكثرهم نفوذاً، وقلما كان الرئيس يحضر مناسبة أو حتى جلسة دون حضوره إلى جانبه. ومن شأن إثبات هذه التهم الاقتصادية على فريدون قبيل الانتخابات الرئاسية التأثير سلباً على شعبية روحاني في بلاد يعتبر ناخبوها المشاكل الاقتصادية همهم الأول.