العقمُ مشكلة يمكن أن تواجه أي زوجين من دون استثناء، وتبعاتها خطيرة أحياناً كثيرة على الحياة الزوجية فتؤدي إلى الخلافات وزيادة الأعباء النفسية على الزوجين اللذين يصبحان محكومين بهاجس الحمل. وهناك نساء يكرّسن حياتهن لتجربة العلاجات المُتاحة بهدف إنجاب طفل واحد أقلّه لاختبار نعمة الأمومة، لكنّ هذا الحلم يمكن أن يصطدم بعوائق جسدية ونفسية كثيرة. وغالباً ما يكون العلاج الخاص بطفل الأنبوب هو الحلّ الأمثل الذي يقترحه الطبيب، إلا أنّ هناك جوانب سلبية عدة تؤدي إلى نفور النساء منه، ولو كان المخرج الوحيد بالنسبة لهن وفق نصيحة الطبيب المعالِج. ضغط نفسي وتعب جسدي يشير تعبير طفل الأنبوب إلى إخصاب البويضة بالحيوان المنوي في أنابيب الاختبار بعد أخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة فقط، ثم تُعاد البويضة المخصّبة إلى رحم الأمّ. والمشكلة الأساسية لهذا العلاج أنّه يتطلّب عملية حقن يومي للمرأة بمادة «جونادوتروبين» المحفّزة لتكوين خلايا المبيضات، ما يخلق لديها إرهاقاً جسدياً عالياً. وفي ندوة لشركة MSD للأدوية حول العقم وإمكانات العلاج، طرحت الطبيبة المستشارة في الشركة ليلى لحود هذه السلبيات، إذ ذكرت أنّ علاج العقم عبر طفل الأنبوب هو عبء على المريضة بسبب الحاجة إلى استخدام الحقن، ما يوصلها إلى مرحلة متقدّمة من الإجهاد. وهذا يصبح أكثر خطورة في حال لم ينجح العلاج، إذ تضطر المرأة إلى إعادة تكرار العملية كلّها منذ البداية، ما يستنفد طاقتها ويدفع بها الى الاستسلام أحياناً كثيرة. العلاج الجديد لكلّ النساء اللواتي تعبن من علاج طفل الأنبوب التقليدي خبر سار، وهو أنّ عقاراً طبّياً جديداً بات متوافراً في لبنان كما في الكويت والإمارات العربية وكذلك في بلدان أوروبية عدة، وقد أطلقته MSD فيما الابتكار يعود إلى المدير العلمي والطبّي لمركز أطفال الأنابيب في مستشفى جامعة بروكسيل البروفيسور بول ديفروي. وقد شرح فوائد العقار بأنّه يساعد على تحسين الخدمات العلاجية للمرضى الذين يتردّدون على عيادات الإنجاب، والعقار يحمل اسم إيلونفا (كوريفوليتروبين ألفا). ونال موافقة إدارة الغذاء والدواء بعدما أثبت فعاليته في التجارب الإكلينيكية التي نظّمت للنساء اللواتي يعانين من العقم. وما يحصل أنّ العقار عبارة عن حقنة واحدة يدوم تأثيرها لمدّة أسبوع، وهي تحلّ مكان عمليات الحقن المتكرّرة يومياً. ما يخفف العبء النفسي عن المريضة وزوجها بسبب تقليل كمية العلاج ومدّته. وبسبب فعاليته العالية، كما يقول ديفروي، فإنّ المرأة ستخفّض زياراتها لعيادة الطبيب وستتوافر لها فترات استراحة من دون حقن، ما يساهم في إنجاح الخطّة العلاجية. كما أنّ العقار الجديد يحقّق نجاحاً كبيراً في رفع معدّلات الحمل، إذ إنّ 33 في المئة من النساء يستغنين عن عملية حقن مكمّلة حيث ينجح الحمل منذ الحقنة الأولى. ولا آثار جانبية للعلاج، كما يؤكد ديفروي، لكن من المؤكد أنّ عمر المرأة المتقدّم يمكن أن يؤثر سلباً في فعاليته. فالمرأة بعد سنّ الأربعين تنخـــفض فرص الحمل لديها في شكل لافت. لذا، لا بدّ من أن تتّخذ الإجراءات الضرورية للحمل قبل هذه السنّ. علماً أن هامش الأمل بات واســـعاً أمام السيدات، لأن الحمل ممكن حتّى ولو كنّ خضنا التجربة من قبل وأصبن بخيبات أمل كثيرة. أطفال الأنابيبالإنجاب